هكذا يقولها حين يقرر أي مهوس بسلطة تلك الكلمة أطلقها في وجه زوجته على أقل الأسباب واضعف المواقف... وليس أطلقها مرة واحدة لا ربما عدة مرات... هكذا بكل بساطة يطلقها بعد كلمة الشرف مع الرجال الذين صافحوه ووثقوا فيه وكانت لهم كلمة وهو له كلمة معهم.. ليرد عليهم بكلمة تقضي على كل شئ في لحظة دون الاعتبار  للميثاق الغليظ والكيان والعلاقة المقدسة التي كرمها الله ووضعها في ميزان وكافة الأمانة والقوامة وصيانة الكرامة والشرف.

هذا السلوك الشفهي الذي يستغله عدد من الرجال الذين يفهمون القوامة والرجولة خطأ... والذين لا يعرفون اي شئ عن مشاعر المرأة وأمالها في حياة مستقرة مع رجل  يحبها ويخاف عليها وعلى كرامتها ويتمسك بها ويحارب من أجلها.. لا يتركها في اي لحظة بقاذفة كلمة في لحظة غضب مرددا بكل ندالة وبساطة " انتي طالق".

وحقيقة دون مواربة انني لا أرى في هذا الرجل المتهور امل ولا رجاء ولا رجولة تذكر.. فخصال الرجولة هي التروي والصبر والحكمة... وتلك الخصال الذين اشبعوا الدنيا بها صراخ انها امتيازات تفوق المرأة التي تحكم مشاعرها وانفعالاتها... والتي اكدها الواقع بالعكس عكس مما يؤكد ايضا على عبث بعض رجال هم أشباه .. يستبيحوا الرباط المقدس في اي وقت ووفق انفعالاتهم يهدروه على الأرض .. ويدهسون على كرامة زوجاتهم بسهولة الترك وعدم الاعتبار لثقة الرجال وقبلهم الزوجة التي حين تزوجته رأت فيه امان وحماية ورجولة حتى في عز لحظات الخلاف والغضب تتوقع أن يكون لها هو الآمان والحكمة والقدرة على الاحتواء والادارة.. والواقع اثبت ان استغلال عدد من للرجال لسلطة التطليق امر عبثي في مواقف لا يحيطها اي جلل او ثقل يذكر... بتنتهي العلاقة التي كان المفترض ان تكون زهرة في بستان مجتمعنا اذا كان رجلها عاقل متزن مقدر للمواقف وليس متسرع في هدم العلاقة بكلمة انتي طالق.

ليت الرجولة يعاد النظر فيها.. وليت الأمهات يرجعوا سطور التربية لجداتنا التي تدعم مفاهيم القوامة والحماية والجدعنة والأحتواء وحسن الإدارة للرجال أصحاب الكلمة الفصل وأصحاب الرؤية المعادلة التي تقيم أسر وحياة لا تهدم حصون وتهزم تاريخ وتقتل مستقبل... استرجلوا مع النساء فهم خلقوا ليكن لكم سكن.