مقالات

ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب: في ذكرى رحيل ملك الموسيقى بليغ حمدي

خط أحمر

من الصعب على الكاتب في تجربته القلمية الأولى بتناول شخصية تمتاز طقوسها الخاصة وتركيبتها النفسية بهالة من الابداع والتميز ،في عالم مختلف وآخر ، يسافر بنا محلقا في فضاء المساحات الواسعة عبر لقاء الروح بالروح وحنين النفس للذات بعد طول غياب ومحطات من الحط و الترحال في حياة عبق عطرها المعتق مستمد من عالم الفن واللحن والموسيقى ، التي سطرت بوحي خيالها الشاسع وبأنامل اصعابها لحن الخلود الموسيقي بواقعه المنفرد والأسلوب القائم على كسر النمط المعتاد من اجل اخراج لحنا موسيقيا حكاياته متوزعة على حكايات العشق والعشاق ، لتتحد عبقرية اللحن مع الكلمة الشاعرية والصوت الذي يصدح مغردا في فضاء الأغنية المتكامل ، لتكون الدليل والبرهان على هيام الحب و عنفوان الرومانسية وانطواء الروح في رحاب الذكريات التي تدق اجراسها عشقا وتمسكا بالحبيب وتبكى على أطلال من فراق أعلن قمر الأحبة لحظة السفر والمغيب ... إنها حكاية بليغ حمدي ملك الموسيقى وأسطورة اللحن وعبقرية التميز و الابداع ، الذي جمع اللحن والكلمة والصوت والأداء في بستان الطرب والأغنية.


بليغ حمدى ذات التاسعة ربيعا شق طريقه الموعود ، عندما امتلكت أنامله الصغيرة آلة العود ، لتعبر عما يجول في خاطرها وهواها المعتق في واحة مهد الموسيقى ، لتكون مع الايام ألحانا يشدو بها عمالقة الفن العربي ، وليسمعوا العالم بأسره ألحان الفن البليغ لموسيقار اسمه بليغ.


الموسيقار الفذ بليغ حمدي استطاع من خلال عبقرية اللحن أن يتربع على عرش مملكة الموسيقى ، ليكون ملك الملحنين وامامهم وطريقهم القادم في الابداع والتقدم والإستمرار ، من اجل احداث حالة التوازن الدائم وكينونة الاستقرار في محتوى اللحن الذي ينساب شاعرية وجمالا في ظل الواقع الجديد لعالم اللحن والأغنية، ذات النمط السريع والكلمات العابرة الخالية من رجاحة المعنى والذوق والمضمون ، التي تعتمد في انتشارها على الايقاع السريع ،وكأنه المحمل بالغبار وصرير الرياح التي تجعل النفس عليلة وبعيدة عن صفاء الذهن دون إرتياح.

بليغ حمدي استطاع بعبقريته الموسيقية أن يجعل اللحن الغنائي أكثر رونقا وجمالا وأكثر خلودا واستمرارا ، فهو المحافظ على اللحن الموسيقي العربي من المواراة والاندثار ، وهو من جعله اكثر تمددا في اسقاع الأرض انتشار ، لكي يبق موروثا فنيا ثقافيا تصدح به أمة العرب من كل البلدان والأقطار .

في الذكرى السابعة والعشرين لرحيل ملك الموسيقى وأسطورة اللحن العربي بليغ حمدي ، كانت ومازالت وستبقى ألحانه خالدة في العقل والوجدان مهما طال ليل الفراق ورحيل الغياب ، لانه بليغ من اجتمع على لحنه أعذب وأرق الاصوات ، وهو من أجمع على لحنه قمر العاشقين وحكايات الحب والغرام ولوعة الفراق ومرور الذكريات عبر السنين، فإلى روح بليغ حمدي إمام الملحنين وأهزوجة الطرب الرزين والقمر الذي لا يغيب عن حكايات العاشقين وردة وسلام.

ثائر نوفل أبو عطيوي في ذكرى رحيل ملك الموسيقى بليغ حمدي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر