خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 07:33 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب ... مجرد خاطرة عن الشهر الفضيل !!

خط أحمر

أكتب إليكم اليوم ودموعي تذرف من عيني ، وأنا أعيش بذاكرتي طقوس رمضانية تعبق بجو روحاني جميل وممتع ، كنت قد عشته طويلاً بين أفراد عائلتي ، ولكنى الآن أفتقدها كما يفتقدها الكثير مثلي ، صقوس مدونة في سجل ذكرياتنا التي لا يعرفها النسيان ، طقوس لم تعد موجودة بيننا ، فقط سمعنا عنها من آبائنا وأمهاتنا ،وأصبحنا نرويها لأبنائها الذين لم يعاصروا تلك الأجواء الإحتفالية الرمضانية المبهرة ، والتي باتت تنحسر في دائرة ضيقة ، فضاقت بها دائرة اللقاءات العائلية الكبيرة ، واقتصرت على أفراد الأسرة الواحدة التي لا يتعدى عدد أفرادها نصف أصابع اليد ، واختفت معها تلك اللمة التي تجمع أصول وفروع الأسرة الكبيرة مع انتشار مفردات الحياة العصرية ، وتقدم وسائل الإتصال ومحدودية الدخل وهموم الدنيا .

فبعد أن كان هذا الشهر الفضيل محطة مميزة له خصوصية من جهة التواصل الإجتماعي ، أمسى كل فرد فيه منشغلاً بنفسه ، وبزحمة مسئولياته ، وتخمة مهامه الحياتية الثقيلة ، متخذاً ذلك مبرراً لغيابه الإجتماعي عن لمة العيلة حتى في أيام شهر رمضان الكريم .‏

وأخذت أطرح على نفسي المقصرة جملة من الأسئلة ، والتي أعيد طرحها عليكم مرة أخرى ، لعلى أجد لديكم ما يشبع فضولي أو يسد رغبتي الملحة في ايجاد إجابة وافية شافية لما تبادر بذهني من أسئلة ، ومنها ما الذي حدث لنا ولمجتمعنا ؟ .. لماذا أخذتنا الدنيا بهذا الشكل الفج ؟ .... ولماذا لم نعد نحرص على التجمع العائلي حتى على سفرة إفطار رمضان مثلما كان يحرص آبائنا وأجدادنا ؟ ... ولماذا لا نحرص على معرفة أصولنا وتعريف الأجيال الصغار بها ؟.. ، ولم أجد صراحة أجوبة مقنعة لهذة التساؤلات بداخلي ، ولا أتصور أن أجد لها أيضاً إجابات حتى بداخل ممن هم مثلي ، والذين تناسوا أن العائلة واحتضانها لأفرادها في بوتقة الحب والسعادة والأمل تحقق لهم الحماية من مصائب المستقبل ، فضلاً عن أنها الأمان النفسي والاجتماعي والعاطفي لجميع أفرادها .

فمن يبحث منكم عن منفذ يفرغ فيه مشاعره المكبوتة ، فليفرغها بعلاقته مع أشقائه وأهله وأفراد عائلته ، التي أعدها في تصوري بمثابة المكان الدافئ الذي لا تلجأ إلا له ، حينما تتعب أو تغرق في بحر الدنيا .

فعائلتك صديقي هي سر قوتك في ضعفك ، وسعادتك في حزنك ، وهي ثقتك في خوفك ، وكمالك عند نقصك ، ولمة الأهل هي أسمى معاني الإحساس بالأمان ، والعزوة هي الذخيرة القوية لمواجهة كُربات الدهر، وهي النور الذي يشع في ظلمات الحياة ، ودعوتي هنا ليست دعوة للتعصب أو العنصرية _ لا سمح الله _ ولكنها دعوة للمة العيلة من جديد ، ولو على مائدة طعام إفطار رمضان .

وأعرف عزيزي ممن قصر في حق نفسه وعائلته مثلي ، أن العائلة هي أقوى ضمانة ضد الأنحراف النفسي ، والأمراض السيكوباتية التي تصيبنا وأولادنا في العصر الحديث ، نتيجة ثورة التكنولوجيا وعصر العولمة الذي اختلطت فيه الأمور ، وانقلبت إلى حد السكين فجزت الأصول وأبقت الفروع تعصف بها رياح الاغتراب عن الأهل والأسرة ، فالعائلة هي السند والمساعدة والحب والطمأنية ، والعائلة هي موطنك الآمن في ظل هذا العالم الموحش... فيا سادة تجمعوا ولا تتفرقوا ، فإن فلسفة العصر هي التكتل ، وسياسة المستقبل تتجسد في الإتحاد ، وعرفوا أولادكم أصولهم وتباهوا بنسبكم ، وتفاخروا بأعراقكم ، وقدموا كل غالٍ ونفيس من أجل عائلتكم ، التي باتت في هذة الأيام كنز ثمين لا يعرف مكنوناته ولا أسراره إلا من يفتقدها.

فتحي الشرقاوي مجرد خاطرة الشهر الفضيل
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة