زمان كانت كل حاجة على طبيعتها، حلوة وكلها بركة ، أما دلوقتي معظم الحاجات تمثيل ألوان ومكياجات وبلالين منفوخة ومن جواها فارغة وريحتها نتنة، كان الكبير يحتضن الصغير والصغير يحترم الكبير، والتلميذ قدام أستاذه كأنه في جامع.

أما دلوقتي الكبير في عالم والصغير مش شايفه أصلا، والطالب كأنه شارب يا إما شارد، والوارد ياعمو فكك، زمان زمن الرجالة كذب استحالة وكانت قليلة أوي الندالة وفقير زي الغني عنوانهما عزة النفس الكرامة والجلالة، أما دلوقتي كدت أسميه زمن الحثالة الجهل التخلف والريالة الدماغية اللسانية، وللأسف معادتش تفرق بين عالي بالنفاق والمهانة وواطي بالذل والخضوع حتى الثمالة.

زمان كان في أخلاق وأدب وثقافة وشخصيات راقية، بنقرالها بمتعة كانوا قدوة لينا، كان في مشايخ تنحني بحب أمامها من شدة حكمتها ووقارها، أما دلوقتي نهاق وبهاق صخب وسخافة وأشكال بترفس بتسرح شعر وهي قرعة وفي الأصل خدعة، ومعظمهم : إما بايخ أو حد دايخ، زمان كنا بنعيش عصر الأسود ورانا قوة وقدامنا مهابة وبين الناس رزانة وشموخ، أما دلوقتي ورانا بيعيشوا دور الزعامة وقدامنا زي النعامة رأسهم في القمامة وبين الناس كالثعابين بينشروا سمومهم وخاصة بين البسطاء والعامة.

ياترى ايه الفرق بين زمان ودلوقتي، وبحكم الزمن والمنطق المفروض نطلع لقدام مش نرجع للخلف ياترى ايه السبب؟ هل عصر السماوات المفتوحة صنعلنا الشخصيات الفارغة المنفوخ؟ هل السوشيال ميديا صنعتلنا عاهات مسلوخة وأفكار منسوخة؟ هل التسليم بأن التعليم عبارة عن شهادة وتجارة أنتج لنا كائنات بغبغانية؟ هل الأسرة اللي انشغلت بمتابعة شاكوش والمرووش والدايخة والعايقة وحمو مرار؟ ايه بالظبط اللي خلي الزمان غير الزمان؟ وهل لو قولنا للزمان ارجع يا زمان هيسمع كلامنا؟ ياترى ممكن نشوف الرجولة الشهامة والرقي الأدب والأخلاق المنطق والرومانسية والضحكة اللي من جوا القلب؟ امتى نشوفك قدامنا زي ورانا زي بين الناس؟ امتى نحب بلدنا فعلا مش نصبا؟ نشتغل ليها مش عليها؟ امتى نطورها ونصورها في قلوبنا برواز جميل؟ ياريت نجاوب كلنا على إمتى دي علشان ربنا يكرمنا وكورونا يمشي، ويرتاح بالنا وربنا يرضى عنا ياريت.