الحسيني الكارم يكتب: فرصة لتصفية الحسابات


فرصة يا صديقي، رمضان بعد ساعات، لنصفي حسابتنا قبل دخوله علينا، نصفي حسابتنا، والحساب ليس بمادة، أو دين بينما هو معاملة كما كلنا نعلم أن الدين معاملة.
معاملة، وعبادات نناوب، ونحافظ عليها ،ويذكرني جملة "الدين مناوبة، وليس مناولة".. كيف أحافظ علي المناوبة، وكيف أكون عندي أمل في الله سبحانه وتعالي فى أن يتقبل منى، حيث أن تقبل الأعمال لا يعلمها إلا الله.
"نشوف مين ليه عندنا إيه" عشان نحاول ندخل الشهر الكريم وعندنا عشم إن ربنا يتقبل، نحاسب أنفسنا ، و نبحث لنري "مين ليه عندنا ايه" من سب، و زعل، و حقد، وغل، وغش، وما شابه ذلك من هذه المواقف.. يا صديقي انتبه.. الأنبياء كانوا يقوموا بالعمل، والعبادة، وبعدها يقولوا ، ويدعوا، عسي أن الله يتقبل الأنبياء .
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *
رجاءً من الله أن يتقبل العمل ، تخيل أن كل الأنبياء ترجّوا من الله وتقول "عسى أن يتقبل منا"، ومنهم على سبيل المثال: أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام ، ما بالك بالعبد العادي، والذى يتمثل فى نفسى، ونفسك وفى كل الناس.
قد يفصلنا ساعات عن شهر رمضان المعظم شهر الصيام ... من منا فكر أن يُنقى صحيفته، ويُسوى حساباته، ويجتهد في ما هو قادم، ويحاول أن يعمل أعمال صالحة قبل أن يدخل الشهر الكريم عليه، ويكون جاهدًا متمنيًا من الله أنه يتقبلها.
دعوني أذكركم، وأذكر نفسي بحديث نبوى والذى نهى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحقد، حيث قال: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه»، وقال: «لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر»، و سليم الصدر أى نقي القلب، وعن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد ولا غش.
ونجد حديث آخر... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بالمسجد وقال : (سيدخل الآن رجل من أهل الجنة ) ، ودخل صحابي ، وتكرر ذلك ثانية ثم تكرر للمرة الثالثة. ، فأراد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يعرف ما الذي يتميز به هذا الرجل ، ولهذا فقد طُلب منه أن يقيم معه في منزله ثلاثة أيام ، وأوجد لذلك عذرًا). وسمح له الرجل بأن يقيم معه. ولاحظ عبد الله بأن الرجل لم يفعل شيئا غير إعتيادي ، فهو لم يصم طوال الوقت وكان ينام جزءا من الليل ويصلى في الجزء الآخر وهكذا ، ولهذا فقد أخبره عبد الله بعد مرور 3 أيام بالسبب الحقيقي لطلبه بأن يقيم معه وسأله عن السبب وراء كونه من أهل الجنة. فلم يذكر الرجل رضي الله عنه شيئا ، لكن بعد وهلة قال : إني كل ليلة قبل خلودي للنوم أعفو عمن ظلمني ، وأتخلص من أية ضغينة وحقد أو غل أحملها في قلبي تجاه أي أحد. ....."الفرائض فقط لا قيام ليل ولاصيام وسنن وصدقات.
السؤال هنا لنفسي من قبلكم.. من منا ممكن أن يكون من أهل الجنة؟؟؟
الاجابة: أعتقد معروفة.. وأحب أن أذكّر نفسي، وإياكم بكلام المولي عز وجل...قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * صدق الله العظيم
أحسِن إختيار الصديق، والرفيق فهو من يساعدك، ويشجعك علي العمل الصالح، ولا تأخذ بالأقوال، ولا المظهر الخارجى، وما أكثر هذه الأيام من يعجبك قوله، ومظهره، وأنت غارق في الشكل الظاهري، ومبهور ومذهول بالكلام، والأقوال، والأجسام دون أن تنظر للباطن، أو للداخل، وبواطن الأمور، والضمير، والدين والمعاملة.
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ" صدق رسول الله
رمضان كريم.
عسي أن يتقبل الله تعالى مني ومنكم أي عمل يقربنا إليه.