خط أحمر
الخميس، 25 أبريل 2024 07:19 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: كامل الوزير.. والإبراشي

خط أحمر

تابعت كما تابع الملايين من المصريين، السيجال الذي حدث بين وزير النقل كامل الوزير والإعلامي ذائع الصيت وائل الابراشي ، ومن خلال التلفزيون الرسمي للدولة، إلى حد وصول المناقشه الهاتفية بينهما إلى درجة واضحة من التصادم اللفظي، الممزوج بنبرة الصوت الحاد من جانب الوزير ، إلى هنا قد يبدو الأمر عاديا لدى غير المتخصص في مجال علم النفس بعامة، وعلم النفس السياسي بخاصة، إلا أن الدلالات النفسية لهذا الحدث الذي يبدو عابرا وبسيطا ، كبيرة وعميقة...

أولا.

لقد طال الإعتقاد لفترات طويلة ان سطوة وآلة الإعلام المرئي تحديدا، لا يمكن لأحد مهما كانت قوته، من الوقوف امامها، فهى قادرة على فرم كل من تسول له نفسه الوقوف امامها أو الاقلال منها أو حتى مجرد التفكير في معارضتها، لأنها موجهه للملايين من أفراد الشعب، لدرجة أن أي مسؤول بمجرد ظهوره امامها، تتغير ملامح صورته و نبرة صوته، ويمكن الموضوع الذي سبتناوله، سرعان مايتحوى المسؤل إلى مجرد كائن مستأنس و وديع ولطيف، مهما كانت ضربات الهجوم عليه، إلا أن في واقعة كامل الوزير والإبراشي هنا، انقلبت الآية رأسا على عقب، نحن أمام مسؤول، ترك وراء ظهره كل مفردات الانبطاح والتنازل والتخلي عن حقه في الرد على الاتهامات الباطلة التي وجهت لوزارته، فجاءت كلماته قوية رادعه حاسمة، ممزوجة بالبيانات والحقائق التقريبية، وفي نفس الوقت بدت ملامح الانفعال بشكل لا يخطئه تقدير البسطاء من الناس ، دفاعا عن موقف وزارته ، وردا عن الاتهامات بالقصور التي وجهها الإعلامي له.

إن هذا الموقف التصادم من قبل الوزير، يمكن أن يكون شيئا عاديا إذا صدر من مسؤول درجة عاشرة في الوزارة، لكن كونه يصدر من أعلى نقطة سلطوية في الوزارة ( الوزير) فهذا يشير في أحد دلالاته النفسية، إننا أمام مسؤول قوي الشخصية، جريئ ومقدام ، مستقل ، قادر على تقديم ذاته أمام الآخرين بمنتهى القوة ، فضلا عن ابتعادة عن ارتداء ماسكات التزويق والتجميل والخوف من انتقاد الراي العام له، بأسلوبه في الحوار والرد ، ظهر الوزير في هذه المهاتفة الجماهيرية الاعلامية ليس بدرجة وزير فقط، وانما بدرجة وزير مقاتل ، لا يقيم وزنا لترقيق صوته وتحسين لفظه، او اللجوء الى المهادنة الدبلوماسية، التي اعتاد عليها المسؤليين، امام اتهامات جزافيه غير حقيقية له ولوزارته.

ثانيا.. إن ما فعله كامل الوزير مع الإعلامي الإبراشي كسر حاجز الخوف لدى أي مسؤول في الرد على أي إعلامي يرى أن توشحه خلف أداته الإعلامية المرئية أو المكتوبة أو المسموعة عنصر ترهيب لاي مسؤول، رد الوزير بهذا الأسلوب، جعل الإعلامي في موضع القصور ومن ثم الدفاع، خاصة أن المادة الارشيفية التي يستند عليها فريق الإعداد لم تكن مسايرة للوقت الذي واكب الحديث..هل نرى في القريب العاجل مسؤلي وزاراتنا يحاكون كامل الوزير في رده اعلاميا أمام سطوة إعلامية مرئية لا ترحم،،

مجرد خاطرة ورؤية..

الدكتور فتحي الشرقاوي كامل الوزير الإبراشي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر