فريهان طايع تكتب: الزواج التزام ومسؤولية


ماذا لو اختار الإنسان ملابس ليست على مقاسه؟
لن يكون مرتاحًا في كل الأحوال.
وهذا تمامًا ما يحدث في الزواج، خاصة مع تعدد العروض.
لكن الرفض قد يدهش البعض، لا لشيء إلا لأن التفكير السطحي هو الغالب.
الزواج ليس قرارًا سهلًا، بل من أصعب القرارات في الحياة.
هناك أسئلة من المفترض أن تُطرح قبل الإقدام عليه:
هل يمكن إكمال العمر مع شخص لا يشبه الروح؟
هل تستحق الأوهام أن نُضحّي من أجلها بالأحلام؟
وهل كل من يتقدّم يصلح لأن يكون شريك حياة؟
فالزواج حياة مشتركة ومسؤوليات متبادلة،
ولا يمكن أن ينجح دون معايير واضحة، وأُسس متينة، ونضج حقيقي.
ولهذا، يبقى البقاء بمفردك أرحم ألف مرة
من الاستمرار مع شخص يستنزف الطاقة ويُطفئ السلام الداخلي.
فالزواج ليس من أجل الناس، ولا لإرضاء المجتمع،
لأن الناس لا تتحمل نتائج القرارات الخاطئة،
وحده صاحب القرار هو من يدفع الثمن.
كم من علاقات انتهت بهدوء،
ليس لغياب الصفات، بل لغياب الراحة والانسجام.
كثيرًا ما يُنتقد من يختار نفسه،
ويُسأل: كيف يُترك شخص بهذه الصفات؟
لكن الحقيقة أن الحفاظ على الذات ليس أنانية،
بل وعي، وحدود، واحترام للنفس.
فالاحتياج الحقيقي ليس لأي شخص،
بل لشخص شهم،
يحفظ السلام،
يدعم النجاح،
ويكون صادقًا في حضوره والتزامه.
والتنازل عن هذه الصورة لا يجب أن يكون خيارًا،
حتى لو كان الثمن الوحدة.
فالوحدة بسلام أكرم من علاقة لا تشبه الروح.
ومن المؤسف رؤية من يتنازلن عن قيمهن ومبادئهن فقط لأجل الزواج،
فيقبلن برجال بلا أخلاق،
ويبررن الفساد،
ويُضحّين بالكرامة مقابل لقب اجتماعي.
هؤلاء لا يخترن الزواج،
بل يخترن الهروب.
ومن يحترم ذاته لا يسمح إلا لمن يستحق البقاء في حياته،
فالرجل الحقيقي لا يُنتزع،
لأن ما يُؤخذ بسهولة
يمكن أن يُفقد بسهولة أكبر.
الزواج ليس ساحة صراع،
ولا إثبات وجود،
ولا حربًا ضد الآخرين،
بل هو شراكة راقية،
تُبنى على المحبة، والاحترام، والوفاء، والصدق، والإنسانية،
والمودة والرحمة.
ولم يكن يومًا صورًا أو استعراضًا،
تُخفي وراءها كواليس وحقائق مفزعة.

.jpg)








.jpg)
























