ناشط فلسطيني: نوثق منذ 18 عاما انتهاكات إسرائيل جنوب الضفة


على مدى 18 عاما، يواصل الناشط الحقوقي الفلسطيني عيد الهذالين، رصد وتوثيق اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي في قريته الصغيرة "أم الخير" بمنطقة "مسافر يطا" أقصى جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وفي مقابلة خاصة من الأناضول، أوضح الهذالين أنه يكرس جهده مع فريقه التطوعي لتوثيق تلك الاعتداءات وفضح ممارسات إسرائيل، على أمل مساءلتها ومحاسبتها مع مستوطنيها، ونيل أهالي قريته وبقية السكان حقهم في العيش على أرضهم بكرامة.
الناشط الفلسطيني أوضح أن عمله يتمحور في متابعة الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها السكان، سواء من المستوطنين أو من الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك هدم المباني والمداهمات ومصادرة الأراضي والممتلكات.
وأوضح الهذالين (37 عاما) أن فريقه يقوم بتغطية الأحداث بشكل كامل، من تصوير وتوثيق وتسجيل الأضرار المادية والمعنوية وعدد المتضررين.
إشادة دولية
وحول أثر عمله على المجتمع، قال الهذالين: "العمل في الميدان له انعكاس معنوي مهم على السكان، فهو يرفع الوعي بحقوق الإنسان ويعزز ثقافة الصمود، ويحفز الجميع على المقاومة السلمية والمجتمعية للاحتلال الإسرائيلي".
وقبل أيام، منحت وزارة الخارجية الهولندية الهذالين جائزة "التوليب" التي تقدّمها لأفضل 10 أشخاص من المدافعين عن حقوق الإنسان، ما يعكس اعترافا دوليا بمساهماته.
وأخذت الجائزة اسمها من زهرة "التوليب" التي تتخذها هولندا رمزا وشعارا لها، ومنذ 2008 تمنحها سنويا لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وفق موقع الجائزة الإلكتروني.
وقال الهذالين: "حصلت على جائزة حقوق الإنسان من الخارجية الهولندية، وتم اختياري ضمن عشرة ناشطين حول العالم في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. هذا كان شرفا كبيرا لي، وأنا ممتن للاعتراف بالعمل الذي نقوم به على مدار هذه السنوات".
وأضاف: "رغم أنني لم أحصل على المركز الأول، إلا أن كوني من بين الفائزين العشرة يمثل تقديرًا دوليًا للعمل المتواصل في أم الخير ومسافر يطا، ويعطينا دفعة معنوية كبيرة ، ويؤكد أن جهودنا في متابعة الانتهاكات لم تمر دون تقدير".
وتابع الهذالين: "هذه الجائزة تعكس أن ما نقوم به له أثر حقيقي على المجتمع الفلسطيني، وأن الدفاع عن حقوق الإنسان في مناطق مثل مسافر يطا وأم الخير له أولوية كبيرة، ويجب أن يستمر رغم كل الصعوبات التي يفرضها الاحتلال".
"أم الخير" نموذجا
وقال الهذالين إن "أم الخير" تمثل نموذجا لما يحدث في بقية قرى منطقة مسافر يطا، حيث تتكرر الاعتداءات الإسرائيلية بشكل يومي ومنهجي.
وزاد: "كل ما يحصل في أم الخير من انتهاكات هو مثال على كل القرى الفلسطينية في مسافر يطا. الاحتلال دائمًا يتعمد هدم المنازل وفرض القيود، ويمارس اعتداءات ليلًا ونهارًا، دون أي سبب، مستهدفًا تهجير السكان".
وحول طبيعة الاعتداءات اليومية، أوضح الهذالين أنها تتم على صعيدين "اعتداءات المستوطنين اليومية، واعتداءات الجيش التي تشمل هدم المنازل وشق الطرق وفرض القيود ومضايقات عنيفة".
وقال: "الاعتداءات يومية ليلا ونهارا، وتشمل اعتداءات مادية ومعنوية. والناشطون يتعرض أيضا لانتهاكات، ما يعكس حجم التحديات التي نواجهها".
وأكد الهذالين أن منزله تعرض لهدم واعتداءات متكررة، وقال: "أنا كمدافع عن حقوق الإنسان، تم هدم بيتي ومنازل معظم أهالي أم الخير، وتعرضت للضغط والاعتداءات من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، لكن هذا لم يثنِ عزيمتي عن متابعة عملي في الميدان".
وتابع: "حتى مع هذه الممارسات اليومية، نحاول حماية السكان وتوثيق الانتهاكات. الناشطون والمواطنون يتعرضون للتهديد والاعتداءات المستمرة، لكن هذا يزيدنا إصرارًا على متابعة القضايا والدفاع عن حقوق الناس".
ووفق بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) أواخر أكتوبر الماضي، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي 1014 عملية هدم طالت 3679 منشأة، بينها 1288 منزلًا مأهولًا، بالتزامن مع حرب الإبادة على غزة التي استمرت عامين.
وتندرج إخطارات الهدم ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين، أسفرت خلال عامي الإبادة عن استشهاد أكثر من 1102 من الفلسطينيين، وإصابة نحو 11 ألفا، إضافة لاعتقال ما يزيد على 21 ألفا.
كما أشارت معطيات الهيئة لشهر نوفمبر الماضي، إلى تنفيذ المستوطنين الإسرائيليين 621 اعتداء بالضفة الغربية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

.jpg)








.jpg)























