خط أحمر
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 02:25 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

خارجي

جارديان: نهر دجلة في العراق مهدد بالاختفاء

خط أحمر

نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا يفيد بأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة تنقذ نهر دجلة في العراق، ستتغير الحياة جذريا بالنسبة للمجتمعات القديمة التي تعيش على ضفافه.

وقال الشيخ نضام كريدي الصباحي، البالغ من العمر ٦٨ عاما، إنه لم يمرض أبدا من شرب ماء نهر دجلة، ويعتقد أن الماء نظيف طالما أنه يتدفق، لكن الحقيقة هي أنه قد لا يتدفق قريبا على الإطلاق.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن نهر دجلة الشهير في العراق ملوث بشدة ومعرض للجفاف. وإذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ النهر، ستتغير الحياة جذريا بالنسبة للمجتمعات القديمة التي تعيش على ضفافه.

ويشرح الشيخ نضام: "بالنسبة لديننا، أهمية الماء كالهواء. بدون الماء، لا توجد حياة. في بداية الخلق، كان آدم أول إنسان على الأرض. قبل آدم كان هناك ماء، والماء كان أحد العناصر التي خلقت آدم".

ويعد دجلة أحد نهرين مشهورين يحتضنان بلاد ما بين النهرين، وكانا جزءا من الهلال الخصيب. وينبع النهر من جنوب شرق تركيا، ويجري بطول العراق مرورا بأكبر مدينتين فيه، الموصل وبغداد، حتى يلتقي بالفرات، ومعا، كـ"شط العرب"، يواصلان رحلتهما جنوبا إلى الخليج.

وعلى ضفاف هذه الأنهار تغير تاريخ العالم، فقد تم تطوير الزراعة واسعة النطاق، وظهرت أول كلمات مكتوبة، واخترعت العجلة. اليوم تُستخدم مياه دجلة للري والنقل والصناعة وتوليد الطاقة والشرب لما يُقدر بـ18 مليون عراقي يعيشون ضمن حوضه.

وروى سلمان خيرالله، مؤسس منظمة "حماة دجلة" غير الحكومية المكرسة لحماية النهر: "كل حياة العراقيين تعتمد على الماء. كل الحضارة وكل القصص التي تسمعها تعتمد على هذين النهرين. إنه أكثر من مجرد ماء للشرب أو الري أو الاستخدام أو الغسل.. إنه أكثر من الروحانية".

لكن صحة النهر في تدهور منذ عقود. كان للعراق بنية تحتية متقدمة للمياه حتى جعلتها الولايات المتحدة هدفا في عملية عاصفة الصحراء عام 1991. بعد تدمير محطات المعالجة، تدفقت مياه الصرف الصحي في المجاري المائية. سنوات من العقوبات والصراعات تعني أن البنية التحتية لم تتعاف بالكامل. اليوم، في جنوب ووسط العراق، فقط 30% من الأسر الحضرية متصلة بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ويصل هذا الرقم إلى 1.7% في المناطق الريفية.

إضافةً إلى النفايات البلدية، تدخل الأسمدة الكيميائية والمبيدات في مياه النهر، فضلا عن النفايات الصناعية بما في ذلك قطاع النفط والنفايات الطبية.

وأظهرت دراسة عام 2022 أن جودة المياه في العديد من مواقع بغداد صُنفت سيئة أو سيئة جدا. وفي 2018، عولج ما لا يقل عن 118 ألف شخص في البصرة بعد شرب مياه ملوثة.

كما انخفض حجم النهر بشكل كبير خلال الثلاثين عاما الماضية، حيث بنت تركيا سدودا كبيرة على دجلة، وانخفضت كمية المياه الواصلة إلى بغداد بنسبة 33%. كما بنت إيران سدودا وحولت المياه بعيدا عن الأنهار المشتركة التي تغذي دجلة.

وداخل العراق، يُستنزف الماء بشكل متكرر، خاصة في القطاع الزراعي الذي يستخدم ما لا يقل عن 85% من المياه السطحية للبلاد.

وتؤثر أزمة المناخ أيضا، حيث سجل العراق انخفاضا بنسبة 30% في هطول الأمطار ويواجه أسوأ جفاف منذ نحو قرن. ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب على المياه العذبة العرض بحلول 2035. هذا الصيف، كان دجلة منخفضا لدرجة أن الناس استطاعوا عبوره سيرا على الأقدام بسهولة.

ويعتقد خيرالله أن السدود العليا وسوء الإدارة هما أكبر مصادر القلق، لأنه كلما انخفض حجم النهر، زادت تركيزات الملوثات. ويضيف: "جودة المياه تعتمد على الكمية".

وفي نوفمبر الماضي، وقعت بغداد وأنقرة آلية لمعالجة بعض مشاكل النهر: منع التلوث، إدخال تقنيات ري حديثة، استصلاح الأراضي الزراعية، وتحسين إدارة المياه. ووصفت بأنها "اتفاق نفط مقابل الماء" حيث ستنفذ شركات تركية مشاريع البنية التحتية بتمويل من عائدات النفط. واعتبرت وزارة الخارجية العراقية الاتفاق الأول من نوعه.

ومع ذلك، تعرض الاتفاق لانتقادات شديدة من الخبراء والنشطاء البيئيين والجمهور، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن قلة التفاصيل المنشورة، واعتقادهم أنه يمنح أنقرة السيطرة على موارد المياه العراقية، وأنه ليس ملزما رسميا.

وقال محسن الشمري، وزير الموارد المائية السابق: "لا يوجد اتفاق فعلي حاليا. أود أن أقول إنه أشبه بالدعاية الانتخابية". ووقع الاتفاق قبل الانتخابات العامة العراقية بتسعة أيام فقط.

العراق أخبار العالم خارجي أخبار مصر أخبار اليوم خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة