رمضان عبد المعز: من قصص ذي القرنين وسليمان.. الانضباط وأساس الملك الناجح


أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الانضباط وتطبيق القانون بحزم ودون استثناءات يمثلان أهم دعائم الملك وأساس نجاح أي مؤسسة، سواء كانت دولة كبرى أو شركة ناشئة.
الانضباط.. لا مكان للمحاباة
أوضح الشيخ رمضان خلال تقديمه برنامج لعلهم يفقهون المذاع على قناة dmc، والتي تناول فيها الدروس المستفادة من قصة ذي القرنين في سورة الكهف، أن أولى خطوات بناء أي كيان ناجح هي فرض نظام صارم ومنضبط، مشبهاً الأمر بتأسيس شركة حيث يجب أن تكون كل حاجة فيها منضبطة. وشدد على رفض ثقافة المحاباة والواسطة، قائلاً: أصل ده تبع فلان.. مفيش حاجة اسمها كده، الأمور لا تستقر بهذا الشكل.
وأضاف أن النظام يعني أن يقف الجميع في صف واحد أمام القانون، فإذا كانت مواعيد الحضور السابعة، فيجب أن تكون السابعة على الجميع دون تمييز.
نماذج قرآنية في الحزم والضبط
استشهد عبد المعز بنماذج قرآنية لملوك أنبياء أقاموا ملكهم على أساس القوة والانضباط. فذكر أن الله تعالى وصف ملك سيدنا داوود بقوله: "وشددنا ملكه"، دلالة على الإحكام والقوة.
كما انتقل إلى قصة سيدنا سليمان في سورة النمل، الذي كان ملكه مثالاً فريداً في التنظيم الدقيق لدرجة أنه لاحظ غياب جندي واحد من جيشه الجرار وهو الهدهد. وأشار إلى أن رد فعل سيدنا سليمان لم يكن متهاوناً، بل كان حاسماً: "لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ". وعلّق عبد المعز بأن هذا الحزم ليس قسوة، بل هو تأكيد على أن النظام لا يمكن اختراقه وأن غياب فرد واحد دون إذن هو أمر جلل يهدد كيان المؤسسة بأكملها.
نقد لثقافة التسيب وإهدار الوقت
في ختام حديثه، انتقد الشيخ رمضان عبد المعز ما وصفه بـ التسيب وعدم الالتزام بالمواعيد في المجتمعات، الأمر الذي يؤدي إلى إهدار الأوقات وتعطيل المصالح. وضرب مثلاً بمن لا يحترم مواعيد المناسبات الاجتماعية، مؤكداً أن هذه الثقافة تتعارض مع ما يدعو إليه القرآن من دقة وانضباط. واختتم بقول مأثور نقله عن مشايخه: بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم، للتأكيد على أن الإهمال والتساهل هما أسرع طريق لانهيار أي كيان.

.jpg)

































