قال الدكتور ماهر صافي، القيادي في حركة فتح، إن ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول مخطط تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين ليس مجرد تسريبات إعلامية، بل يعكس تحركًا سياسيًا إسرائيليًا–أمريكيًا منسقًا يستهدف فرض واقع جديد داخل القطاع بعد الحرب.
وأوضح صافي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن التقارير تتحدث عن منطقة ستكون تحت إشراف أو سيطرة إسرائيلية مباشرة، وهي المنطقة التي يُخطط أن تبدأ فيها عمليات إعادة الإعمار بعد نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، مقابل منطقة أخرى تظل تحت إدارة حركة حماس، مشيرًا إلى أن هذا الطرح جاء في توقيت لافت يتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب بحضور عدد من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم جاريد كوشنر، مما يعكس وجود تفاهمات غير معلنة بشأن مستقبل القطاع.
وأضاف القيادي في فتح أن هذه الخطة تمثل تغييرًا جوهريًا في الرؤية الأمريكية، فبعد أن كان الحديث يدور حول إعمار غزة ككل، باتت واشنطن تربط الإعمار بالتقسيم الميداني ونزع السلاح، في خطوة تهدف إلى إضعاف وحدة الأرض والشعب الفلسطيني.
وأشار صافي إلى أن الهدف الحقيقي من هذه المخططات هو تقليص عدد سكان غزة، ضمن سياسة إسرائيلية قديمة تهدف إلى تقليص الكثافة السكانية داخل القطاع لتصبح أقل من مليون نسمة، موضحًا أن المساحة الإجمالية لقطاع غزة لا تتجاوز 365 كيلومترًا مربعًا، ويُراد تحويلها إلى مناطق مغلقة يسهل على قوات الاحتلال مراقبتها والتحكم في سكانها.
وأكد أن هذا المشروع هو امتداد لمخطط أوسع لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين وتجزئة المناطق، بحيث تُحكم إسرائيل سيطرتها الأمنية على كل رقعة جغرافية في القطاع، تمامًا كما تفعل في الضفة الغربية.
وختم الدكتور ماهر صافي تصريحه بالتأكيد على أن المحاولات الجارية لتقسيم القطاع تمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة الأراضي الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني بكل فصائله مدعو إلى الاصطفاف والتكاتف لمواجهة هذا المخطط الذي يستهدف الهوية والوجود الوطني الفلسطيني.