استشارية تربوية: غياب التوازن النفسي في الأسرة يخلق أجيالًا مشحونة بالخوف والقلق


قالت الدكتورة ياسمين الجندي، الاستشارية التربوية، إن سلوك السيطرة الزائدة سواء داخل الأسرة أو في العلاقات الاجتماعية لا يعكس قوة الشخصية كما يعتقد البعض، بل يكشف عن هشاشة داخلية وشعور بعدم الأمان يحتاج إلى وعي ومعالجة نفسية.
وأوضحت الجندي خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن كثيرين يلجأون إلى السيطرة بدافع الخوف من الفقد أو الإقصاء أو ضعف الثقة بالنفس، معتبرة أن هذا السلوك هو آلية دفاعية غير واعية يحاول بها الفرد تعويض شعوره بالعجز أو القلق.
وأضافت أن أخطر مظاهر السيطرة تظهر داخل الأسرة، حين تحاول بعض الأمهات بعد الطلاق احتكار الأبناء واعتبارهم ملكية شخصية، وهو ما يخلق خللاً في التوازن النفسي للأسرة ويدفع الأطفال إلى اضطرابات في الهوية والانتماء العاطفي.
وشددت على أن الوعي النفسي والتربية الواعية هما الطريق الوحيد لتحويل الخوف إلى طمأنينة، والسيطرة إلى مشاركة صحية، داعية الآباء والأمهات إلى التعامل مع الأبناء بعقلانية واحتواء بدلًا من فرض السيطرة عليهم.
واختتمت الجندي بقولها إن القوة الحقيقية ليست في التحكم، بل في الوعي والقدرة على التوازن، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى نشر ثقافة الاستقلال العاطفي والمسؤولية المشتركة بدلًا من ثقافة الامتلاك والسيطرة.