قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إنّ مصر لم تسعَ يومًا إلى تحقيق مكاسب سياسية أو دعائية من وراء جهودها في إدارة الأزمات الإقليمية، بل كان هدفها الأصيل هو تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة وصون الأمن القومي العربي.

وأوضح العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن التحركات المصرية الأخيرة التي أثمرت عن اتفاق شرم الشيخ جاءت بعد جهود متواصلة بذلتها أجهزة الدولة منذ الثامن من أكتوبر، مشيرًا إلى أنّ القاهرة رسمت خطوطًا حمراء واضحة تتعلق بالأمن القومي المصري ورفض تهجير الشعب الفلسطيني أو استمرار دوامة العنف.

وأكد الخبير الدولي أنّ الوفد الأمني المصري لعب دورًا محوريًا في احتواء التصعيد من خلال حوارات واتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف، لافتًا إلى أن ما تحقق هو انتصار للدبلوماسية المصرية التي استطاعت توحيد الرؤى وتغليب منطق الحوار على منطق القوة.

وأضاف العزبي أن مصر تعمل بمنهج الدولة الراعية للسلام لا الباحثة عن الأضواء، معتبرًا أن ما جرى في شرم الشيخ يمثل نقطة تحول في مسار الصراع بالمنطقة، ورسالة واضحة بأن القاهرة لا تكتفي بالتحليل أو الوساطة اللفظية، بل تصنع التوازنات على الأرض بالفعل.

وختم العزبي حديثه بالتأكيد على أن النهج المصري القائم على التهدئة والحوار والاحترام المتبادل سيظلّ النموذج الأنجح في المنطقة، لأنه يرتكز على الثوابت القومية لا على المصالح الضيقة، مشددًا على أن استقرار الشرق الأوسط يبدأ من القاهرة.