خط أحمر
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 01:36 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

مقالات

الدكتورة هبة عادل تكتب: قمة شرم الشيخ.. حين تكلمت مصر بلغة القوة والعقل

خط أحمر

في شرم الشيخ، المدينة التي اعتادت أن تكون شاهدة على قرارات مصيرية، تجدد المشهد المصري هذه المرة في قمة جمعت بين الواقعية والهيبة، بين الحنكة والقيادة، وبين الرؤية والعقلانية. قمة شرم الشيخ الأخيرة لم تكن مجرد اجتماع سياسي رفيع المستوى، بل كانت اختبارًا جديدًا لصلابة الدولة المصرية، ولقدرة الرئيس عبدالفتاح السيسي على إدارة الملفات المعقدة بأدوات القوة الهادئة والعقل الاستراتيجي.

منذ اللحظة الأولى لافتتاح القمة، بدا واضحًا أن الرئيس السيسي لا يتحدث من موقع رد الفعل، بل من موقع صانع الفعل. كلماته كانت موزونة بدقة القائد الذي يقرأ المشهد الإقليمي والدولي بعين من يعرف الأبعاد كلها، ويضع مصر في موقعها الطبيعي كدولة تملك قرارها وتدافع عن استقرار الإقليم بأكمله.

القمة لم تكن مجرد رسائل سياسية، بل كانت إعادة ترسيم لحدود الفاعلية المصرية في الإقليم. في وقت تتشابك فيه الملفات الدولية، وتتصاعد فيه الأزمات، قدمت مصر نموذجًا للدولة التي تمتلك رؤية متماسكة، لا تتورط في صراعات عبثية، لكنها في الوقت نفسه لا تتنازل عن ثوابتها أو دورها التاريخي.

الرئيس السيسي تحدث بلغة لم يتقنها كثير من القادة، لغة الحكمة حين يجب أن تُقال الكلمة الهادئة، ولغة الصلابة حين يتطلب الموقف وضوحًا لا يحتمل التأويل. كانت الرسائل المصرية متوازنة: لا انحياز إلا للحق، ولا تنازل إلا بما يخدم استقرار المنطقة.

ما ميّز هذه القمة ليس فقط حضور القادة، بل حضور مصر بمعناها العميق. مصر التي تقود من دون أن تفرض، وتؤثر من دون ضجيج، وتبني التحالفات على أسس من الاحترام والمصالح المتبادلة. في كل مشهد، بدت القاهرة حاضرة بسيادتها وبمنهجها القائم على “الاستقلال الاستراتيجي” الذي بات علامة فارقة في السياسة المصرية الجديدة.

قمة شرم الشيخ أعادت صياغة مفهوم القيادة في زمن الأزمات، وأثبتت أن مصر لا تتعامل مع الأحداث بالارتجال أو الشعارات، بل تخطط وتوازن وتبادر. وهنا تتجلى عبقرية السيسي، الذي جعل من الصمت أحيانًا رسالة، ومن الكلمة المقتضبة موقفًا، ومن الحضور المصري قوة ناعمة وصلبة في آن واحد.

لقد أدرك الرئيس أن القوة لا تُقاس بعدد الجيوش فقط، بل بقدرة الدولة على حماية مصالحها، وصياغة محيطها الإقليمي بما يخدم استقرارها. هذه هي المدرسة الجديدة في الحكم، التي أعادت لمصر مكانتها كمرجعية سياسية في المنطقة.

وفي ختام القمة، لم يكن الانطباع العام مجرد نجاح دبلوماسي، بل شعورًا عامًا بأن مصر استعادت لغتها الخاصة: لغة العقل الذي يقود، لا الغضب الذي يندفع.

شرم الشيخ كانت مرة أخرى منصة لميلاد مشهد جديد من الوعي السياسي، يؤكد أن مصر، تحت قيادة السيسي، لا تتأثر بالأحداث بل تصنعها، ولا تلهث وراء التحالفات بل تُبنى حولها.

إنها مصر التي تعرف متى تتحدث، ومتى تصمت، ومتى تفرض حضورها في صمت يسبق القرار ويصنع المستقبل.

مصر لا تتحدث كثيرًا، لكنها حين تتكلم.. تُعيد رسم ملامح المنطقة بلغة لا يفهمها إلا القادة.

الدكتور هبة عادل قمة شرم الشيخ حين تكلمت مصر بلغة القوة والعقل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة