قال العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن مصر كانت أول من تصدّى لمحاولات تهجير الفلسطينيين منذ الساعات الأولى للحرب، مشيرًا إلى أن موقف القيادة المصرية الحاسم حال دون تنفيذ مخطط إسرائيلي كان يستهدف تفريغ قطاع غزة من سكانه تحت غطاء العمليات العسكرية.

وأوضح صابر خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن بشكل واضح وصريح منذ الأيام الأولى أن القاهرة ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولات للمساس بالأراضي الفلسطينية أو نقل سكان القطاع إلى سيناء، مؤكدًا أن هذا الموقف الثابت هو الذي أجهض مشروع التهجير وأربك حسابات الاحتلال.

وأضاف الخبير الأمني أن السياسة المصرية تعاملت بحكمة وواقعية شديدة في إدارة الأزمة، فبينما تمسكت برفض التهجير، واصلت جهودها الدبلوماسية والاستخباراتية لإيقاف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق يحفظ أرواح المدنيين ويدعم استقرار المنطقة.

وشدد صابر على أن مصر نجحت في الحفاظ على توازن دقيق بين حماية أمنها القومي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، مؤكدًا أن هذا الدور هو امتداد لتاريخ طويل من المواقف المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية.

واختتم قائلاً إن ما تحقق من وقف لإطلاق النار بعد أكثر من عامين من الدمار والدماء هو نتاج لجهود مصرية مضنية أثبتت أن القاهرة لا تدافع فقط عن حدودها، بل عن ثوابت الأمة العربية كلها.