المصري للشئون الخارجية: مصر قادت مفاوضات غزة بإخلاص وحنكة سياسية


عدلي سعداوي: مصر ستظل قلب العروبة ومركز الثقل في دعم قضايا الأمة
أكد الدكتور عدلي سعداوي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الدور المصري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعكس المكانة التاريخية والمسؤولية القومية التي تتحملها مصر في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال سعداوي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن الجهود المصرية خلال العامين الماضيين كانت حاسمة في إنهاء واحدة من أطول وأعنف الحروب التي شهدها القطاع، مشيرًا إلى أن تدخل مصر تمّ بإخلاص ووطنية خالصة، حرصًا على حماية الشعب الفلسطيني ووضع حد للدمار الذي طال الأخضر واليابس في غزة.
وأوضح عضو المجلس أن العالم بأسره حاول على مدار عامين الوصول إلى حل لإنهاء الحرب، إلا أن الكلمة الفصل كانت لمصر، التي استطاعت عبر دبلوماسيتها الحكيمة وأجهزتها الوطنية أن تجمع الأطراف المتنازعة على أرض شرم الشيخ، مدينة السلام، لتشهد نهاية المعركة وبداية مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار.
وأضاف أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدور المحوري لجهاز المخابرات العامة المصرية، الذي وصفه بأنه “ذراع مصر القومي النظيف”، مشيدًا برجال الجهاز الذين بذلوا جهدًا استثنائيًا في إدارة ملف معقد بهذا الحجم، وبما يعكس احترافية عالية وإخلاصًا وطنيًا نادرًا.
وتابع سعداوي أن إخلاص مصر في تحركاتها الإقليمية والدولية هو سر نجاحها الدائم، فهي تتعامل مع كل الملفات من منطلق الانتماء القومي وليس المصالح الضيقة، ولهذا فإن الله دائمًا “ينصرها لأنها مخلصة في نواياها ومواقفها تجاه الأشقاء العرب والقضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الدعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور مراسم توقيع الاتفاق في القاهرة، وهو ما قوبل بالترحيب من واشنطن، حيث أعلن ترامب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي موافقته على الحضور.
وأكد سعداوي أن هذه الخطوة تمثل تتويجًا جديدًا للدور المصري، إذ تأتي بعد سنوات من التحفظ الأمريكي على زيارة القاهرة، ما يعكس مكانة مصر الدولية المتجددة ودورها المحوري في ترسيخ السلام الإقليمي.
واختتم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية حديثه قائلاً: «أن يأتي الرئيس الأمريكي إلى القاهرة بعد ثلاث مرات من الرفض، ليشارك في توقيع اتفاق صنعته الإرادة المصرية، فذلك دليل قاطع على أن مصر عادت لتتصدّر المشهد الدولي كقوة سلام مؤثرة ومحل تقدير العالم بأسره».