قيادي بفتح: مصر أثبتت أنها عنوان السلام ومظلة الاستقرار في المنطقة


أشاد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال المفاوضات التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، مؤكدًا أن ما تحقق هو خطوة إيجابية كبرى على طريق إنهاء العدوان وحقن دماء الشعب الفلسطيني.
وقال الرقب في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، له: «اللهم أتمم هذا الاتفاق على خير، واحقن دماء شعبنا الفلسطيني، فقد عانى كثيرًا من ويلات الحرب والدمار»، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية خلال الأيام والساعات الأخيرة كانت حاسمة ومتفانية للوصول إلى هذه المرحلة الدقيقة من المفاوضات.
وأضاف أن القيادة المصرية لعبت دورًا محوريًا، وتعاملت مع الملف بقدر عالٍ من الذكاء السياسي والحنكة الدبلوماسية، استطاعت من خلاله أن تُقنع جميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار، وتجاوز العقبات التي كانت تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكدًا أن التاريخ سيتوقف كثيرًا أمام هذا الجهد المصري غير المسبوق.
وكشف القيادي في فتح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل دقائق من توقيع الاتفاق عزمه زيارة القاهرة والمشاركة في حفل التوقيع، بعد مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة بأن مصر ما زالت هي عنوان السلام ومظلة الاستقرار في المنطقة.
وأشار الرقب إلى أن دولاً أخرى مثل قطر وتركيا كان لها أدوار مساندة في المباحثات، غير أن القيادة المصرية كانت صاحبة اليد العليا في توجيه دفة الحوار والوصول إلى صيغة توازن بين المطالب الفلسطينية والضغوط الدولية.
وأوضح أن اجتماعات شرم الشيخ حملت رمزية خاصة، إذ جاءت تزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وكأن روح النصر العسكري تتجدد اليوم في صورة نصر سياسي ودبلوماسي، يعيد لمصر مكانتها التاريخية كقائدة لمسار السلام في الشرق الأوسط.
وبين الرقب أن المفاوضات لم تكن التزامًا حرفيًا بخطة ترامب السابقة، بل تم تعديل كثير من بنودها عبر رؤية مصرية جديدة ضمنت التوازن في الحقوق، وأثمرت عن اتفاق مبدئي للانسحاب الإسرائيلي من أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، بعد أن كان الاحتلال يتمسك بالسيطرة على 25% فقط من القطاع.
وأشار أيضًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إتمام صفقة تبادل الأسرى، من بينها أسماء فلسطينية بارزة، على رأسهم القائد الأسير مروان البرغوثي، مؤكدًا أن هذا التطور سيكون بمثابة انتصار وطني جديد للشعب الفلسطيني، يوازي في رمزيته انتصار أكتوبر في وجدان الأمة العربية.