أستاذة علوم سياسية: الرئيس السيسي تمسك بحل الدولتين رغم ازدواجية المعايير الدولية


أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، أن الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في غزة جاء تتويجًا لجهود مصرية مضنية استمرت لما يقرب من عامين، شهدت خلالها القاهرة تحركات دبلوماسية متواصلة واتصالات مكثفة بين مختلف الأطراف المعنية، حتى كانت الكلمة الحاسمة لمصر، ومن مدينة شرم الشيخ التي أصبحت بحق مهد التقارب والحوار، كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضافت وهدان في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما يجري الآن من مفاوضات في شرم الشيخ يمثل امتدادًا حقيقيًا لانتصار أكتوبر، قائلة: «كأن نصر أكتوبر أصبح عالميًا في رمزيته، إذ تتوج روحه اليوم من خلال نجاح مصر في إنهاء واحدة من أكثر المعارك وحشية في العصر الحديث، وهي حرب الإبادة في قطاع غزة».
وأوضحت أن التوصل إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع يُعد إنجازًا كبيرًا يحسب للرئيس السيسي وللدولة المصرية، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز لا يُقاس فقط ببعده الإنساني، بل بما يحمله من أبعاد سياسية واستراتيجية عميقة أعادت الاعتراف مجددًا بحل الدولتين وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل عام 1967.
وأكدت أستاذة العلوم السياسية أن الرئيس السيسي تمسك منذ بداية الأزمة، وتحديدًا منذ عملية “طوفان الأقصى”، بموقف مصري ثابت يقوم على قناعة واضحة: أنه لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين.
وشددت على أن مصر رفضت أي طرح يُكرس لسيطرة إسرائيلية مفروضة بالقوة، موضحة أن النهج المصري في التعامل مع الأزمة أثبت أن السلام هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشارت وهدان إلى أن القاهرة ظلت متمسكة بهذا المبدأ رغم ازدواجية المعايير الدولية التي شابت المواقف الغربية في بداية الحرب، لكن مع استمرار العدوان الإسرائيلي وسياسة التجويع والقصف العشوائي، تغيرت المواقف الدولية تدريجيًا تحت ضغط التحرك المصري المستمر، حتى بدأت دول كبرى أوروبية ودولية تعترف صراحة بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة وضرورة وقف العدوان.
واختتمت حديثها مؤكدة أن ما حققته الدبلوماسية المصرية اليوم هو نصر سياسي بامتياز، يُضاف إلى سجل مصر التاريخي في دعم القضايا العادلة، قائلة: «ما يحدث في شرم الشيخ اليوم هو امتداد لروح أكتوبر.. نصر جديد تحقق بالإصرار والحنكة السياسية والقيادة الحكيمة للرئيس السيسي.»