خط أحمر
الجمعة، 26 سبتمبر 2025 02:14 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

محافظات

خبير جيولوجيا يكشف الغموض حول بحيرة البهنسا الصحراوية وعلاقتها بمياه الصرف الزراعي

خط أحمر

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن سر بحيرة البهنسا، التي وصفها البعض بأنها بحيرة غامضة، ظهرت بشكل مفاجئ في صحراء بنطاق مركز بنى مزار، محافظة المنيا.

وأكد الدكتور عباس شراقي أن البحيرة كانت موجودة مع مجموعة بحيرات أخرى منذ 2016 في البداية كمستنقعات ثم ازدادت، وأن مياهها ذات ملوحة عالية تصل إلى 30 ألف جزء في المليون، أي أقل من ملوحة مياه البحر المتوسط بقليل.

كما كشف عباس شراقي أن مصدر هذه البحيرات هو تسرب مياه الصرف الزراعي من الري بالغمر باستخدام مياه جوفية من خزان الحجر الجيري، وجزء من مياه النيل نحو الأراضي المنخفضة، التي كانت محاجر للرمل والزلط والبازلت، وتوقفت بعد أن وصلت إلى طبقة طفلية منعت تسرب المياه إلى أسفل.

وقال الدكتور عباس شراقي عن حقيقة مياه بحيرة البهنسا الغامضة: "منشأ بحيرة البهنسا، غرب المنيا أجرينا دراسة ماجستير بجامعة القاهرة للباحث شعبان عبد الحليم عام 2020 على الخزانات الجوفية فى المناطق الصحراوية غرب المنيا، بدءا من البهنسا شمالا حتى دلجا جنوبا، وكانت البحيرة موجودة مع مجموعة بحيرات أخرى منذ 2016 في البداية كمستنقعات ثم ازدادت بعد ذلك كما هو واضح من صور الأقمار الصناعية".
وأكد الدكتور عباس شراقي أن "منطقة بحيرة البهنسا تقع على الهامش الصحراوي الغربي لنهر النيل على ارتفاع 60-70 متر فوق سطح البحر، وبحيرة البهنسا على شكل جمل بارك، طول شواطئ البحيرة 2,500 متر، بمتوسط عمق البحيرة 8 أمتار".

وتابع عباس شراقي قائلًا: "كمية المياه حوالى 6 مليون متر مكعب، وملوحة مياه البحيرة عالية تصل إلى 30,000 جزء فى المليون (أقل قليلا من مياه البحر المتوسط 35،000 جزء فى المليون)، لأنها مياه صرف زراعى بعد غسيل التربة الزراعية ونقل الأملاح وبعض العناصر الكيميائية من التسميد والمبيدات، وهى مالحة من الأصل، بالإضافة إلى الحرارة العالية فى المنيا ومايتبعها من بخر شديد".

وأوضح شراقي أن "قاع بحيرة البهنسا أعلى من سطح نهر النيل 20-30 متر، وأعلى من أقرب خزان جوفى بحوالى 30 مترا، وبالتالى مصدر المياه ليس نهر النيل وليس تسريب من الخزان الجوفى"، مشيرًا إلى أن "أقرب خزان جوفى هو خزان الحجر الجيرى المتشقق ويقع على عمق حوالى 40 مترا من سطح الأرض، ومتوسط الملوحة 2,500 جزء فى المليون".

وأكد الدكتور عباس شراقي أنه "يوجد العديد من الآبار فى المنطقة لرى الأراضى الزراعية الجديدة، وهناك أنبوب أهالى من مياه النيل (بحر يوسف) يصل إلى المنطقة عن طريق مضخات".
وكشف الدكتور عباس شراقي عن مصدر مياه بحيرة البهنسا الغامضة، فقال: "بناء على ماسبق فإن مصدر هذه البحيرات هو تسرب مياه الصرف الزراعى من الرى بالغمر باستخدام مياه جوفية من خزان الحجر الجيرى وجزء من مياه النيل نحو الأراضى المنخفضة التى كانت محاجر للرمل والزلط والبازلت والتى توقفت بعد أو وصلت إلى طبقة طفلة منعت تسرب المياه إلى أسفل، وازدادت البحيرة مع زيادة النشاط الزراعى الأهلى فى المنطقة ويظهر ذلك فى الصور الفضائية".

ووجه شراقي التحية للمزارعين في هذه المنطقة قائلًا: "كل التحية للمزارعين الذين اجتهدوا وزرعوا بحهود ذاتية، ولكن هذا يحتاج الآن إلى إشراف من قبل الجهات المسئولة لتنظيم استخدام المياه الجوفية منعا لاستنزاف الخزان، ومساعدة الأهالى فى تنظيم شبكة صرف زراعى جيدة والاستفادة منها فى بحر يوسف خاصة وأنها بعيدة عن ملوثات الصرف الصحى أو الصناعى".

جدير بالذكر أنه في شهر يوليو الماضى دارت حكايات حول بحيرة البهنسا الغامضة، والتي ظهرت فجأة في قلب الصحراء بمحافظة المنيا، وتحديدًا في مركز بنى مزار، غرب النيل على بعد مئات الأمتار على جانبى الطريق الصحراوى الجيزة- الأقصر.

وكانت مياه البحيرة تزداد يوما بعد يوم، كما تزداد ملوحة البحيرة، ما دفع محافظة المنيا للإعلان، فى بيان سابق لها، بالتأكيد على أن نتائج التحاليل أن المياه ناتجة عن تسربات جيولوجية طبيعية، وتحتوى على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا، مما يجعلها غير صالحة تماما للاستخدام سواء الآدمى، الحيوانى أو الزراعى، مؤكدة أن التجمع المائى لا يمثل خطورة.

وحذرت المحافظة من الاقتراب أو استخدام المياه بأى صورة، حرصا على سلامة المواطنين، وطالبت الأهالى بعدم التعامل مع هذه المياه نهائيًا.

خبير جيولوجيا بحيرة البهنسا الصحراوية مياه الصرف الزراعي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة