المشهد الإقليمي يشهد اليوم تطورًا خطيرًا مع استهداف إسرائيل لقيادات من حركة حماس داخل قطر، في رسالة واضحة بأن العدوان الإسرائيلي لا يعرف حدودًا جغرافية ولا يلتزم بأي قواعد للسيادة أو القانون الدولي. هذه التطورات تؤكد أن العدو يمد ذراعه إلى كل مكان يعتبره ساحة صراع، وأن من يظن نفسه بمنأى عن الاستهداف يعيش وهمًا كبيرًا.

في مواجهة هذه السياسات العدوانية، برزت مصر كقوة توازن محورية، لا تكتفي بالدفاع عن القضية الفلسطينية وإنما تسعى إلى منع انفجار الأوضاع الإقليمية وانزلاقها نحو الفوضى الشاملة. وقد أثبتت القاهرة مرة تلو الأخرى أنها تمثل صمام أمان استراتيجي للمنطقة، ما يفسر اصطفاف عدد متزايد من الدول بجانبها وإدراكهم أن الأمن القومي العربي يبدأ من القاهرة.

هذا الاصطفاف حول مصر ليس مجرد موقف تضامني، بل يعكس قناعة استراتيجية بأن وحدة الصف هي السبيل الوحيد لمواجهة عدو لا سقف لجرائمه. فإسرائيل تراهن دائمًا على تشرذم المنطقة، بينما الرد الحقيقي يكمن في بناء جبهة عربية موحدة، تنطلق من العمق المصري وتستند إلى رؤية شاملة للأمن الإقليمي.

المرحلة الحالية تتطلب وعيًا استراتيجيًا عميقًا، يضع المصالح العليا للأمة فوق الحسابات الضيقة، ويستند إلى إدراك أن المواجهة مع إسرائيل لا تُدار بالحياد أو العزلة، وإنما بالاصطفاف والتكاتف. فما جرى اليوم رسالة للجميع: لا ملاذ من نيران العدو، إلا بالاتحاد خلف قوة قادرة على ردعه.