كاتب صحفي: الإعلام المتسيب ساعد على ولادة ظاهرة ”التيك توكرز”


أكد الكاتب الصحفي ياسر شوري، رئيس تحرير بوابة جريدة الوفد، أن ظاهرة "التيك توكرز" ومن قبلهم "اليوتيوبرز" لم تأتِ من فراغ، بل هي امتداد طبيعي لحالة من التسيب الإعلامي التي شهدتها مصر خلال العقود الماضية، حين وجدت بعض الوسائل الصحفية ضالتها في الصحافة الصفراء وصناعة الفضائح على حساب القيم الحقيقية للعمل الصحفي.
وأوضح شوري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن جذور هذه الظاهرة تعود إلى ما عُرف سابقًا بـ"صحافة الهاتف" في التسعينيات، وصحافة كسر "المحرمات الثلاثة" وهي: السياسة، الدين، والجنس، والتي لعبت على رغبة الجمهور في متابعة الممنوع والفضائح، ما جعلها تلقى رواجًا واسعًا رغم خطورتها على وعي المجتمع.
وأشار رئيس تحرير الوفد إلى أن هذا المناخ شجع على ظهور موجات جديدة من صناع المحتوى، الذين استبدلوا الورق والشاشات بالمنصات الرقمية، لكنهم اعتمدوا نفس الأسلوب القائم على الإثارة والابتذال لجذب المشاهدات وتحقيق الأرباح، حتى لو كان ذلك على حساب الذوق العام والثوابت المجتمعية.
ولفت شوري إلى أن الخطر لم يعد مقتصرًا على بعض المقاطع المثيرة أو السلوكيات غير اللائقة، بل وصل إلى مستوى أخطر وهو المحتوى السياسي المسموم الذي يروج للأفكار الهدامة ويشكك في الثوابت، معتبرًا أن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الفكري والاجتماعي.
وأكد أن القانون خطوة مهمة وضرورية لضبط هذه التجاوزات، وقد أثبت فاعليته مع بداية ملاحقة البلوجرز المسيئين، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القانون وحده غير كافٍ، بل يجب أن تتزامن معه معركة وعي يقودها الإعلام المسؤول والمجتمع معًا، كما حدث سابقًا حين سقطت الصحافة الصفراء تحت ضغط وعي القراء.
واختتم شوري حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذه الظاهرة تحتاج إلى إعلام قوي واعٍ، وقوانين رادعة، ومجتمع متماسك، حتى لا تُترك الساحة للابتذال أو لأصحاب الأجندات الهدامة.