الشيخ طارق نصر يكتب: مصافحة رئيس الصين


انتشر مؤخرا فيديو لزوجة رئيس وزراء ماليزيا، وقد مد لها رئيس الصين يده لمصافحتها، فلم تصافحه وانحنت له
فنقول لها وبكل بساطة ان مصافحتك لرئيس الصين اعز واكرم من تلك الانحاءة التى هى اقرب للسجود
اما عن حكم مصافحة المراة المسلمة للرجل، او مصافحة الرجل للمراة، فقد حرمها جمهور المتحدثين فى الدين بلا ادنى دليل ، وحينما تطالع اقوالهم تجد انهم اعتمدوا على حديث يقول" لأن يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمخيطٍ من حديدٍ خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له"
وبعض المكتبات تطبع الحديث وتصور يد رجل يصافح امراة حتى تحذر من تلك الكارثة، والحديث فى اصله موقوف على راويه معقل بن يسار وان كان البعض قد رواه مرفوعا للنبى صلى الله عليه وسلم ، وعلى فرض ان الحديث صحيح، فلا يصلح للاحتجاج على عدم المصافحة لان المصافحة لمس وليست مس،ويطلق المسيس على الجماع كما بالقرءان الكريم على لسان السيدة مريم عليها السلام{ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ...47 ال عمران} اى لم يجامعنى فى حلال ولاحرام ،وكما فى قوله تعالى { لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ ...236 البقرة} اى مالم تدخلوا بهن ، وبناءا عليه فالحديث يحذر من الزنا، بل ليس فى شريعتنا ان الزانى يضرب فى راسه بمخيط من حديد فيقتل
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى على فرض ان تلك سيئة من الصغائر المغفورة بالوضوء والصلاة فليست من الكبائر المنهى عنها وقد قال تعالى { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) النساء} وحينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امور احلال هى ام حرام أجاب فقال :ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً، ثم تلا {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }
وبناءا عليه لاحرج مطلقا اذا سلمت المراة على الرجل اذا دعت الحاجة وامنت الفتنة، فليس من الاسلام احراج اليد الممتدة بالسلام بل جبر الخواطر من خلق الاسلام ثم ان الفتنة مأمونة فالسلام امام العالمين والكل يصور، ولاسبيل الى الفاحشة ولاطريق اليها، ونفس هؤلاء الذين يحرمون مصافحة المراة لامانع عندهم من ضربها فى نحرها اذا مرت امام احدهم وهو يصلى، ولامانع من قتلها اذا ارتدت، او كانت مشركة، ولامانع عندهم من تسليم اموال المسلمات لاعداء الامة المهم الا يكون التسليم باليد، وإلا فالضرب فى الراس هو الحد.