مركز حقوقى إسرائيلى يوثق جرائم نتنياهو.. شهادات دامية تكشف جرائم ضد الإنسانية


أصدر مركز بتسيلم المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضى المحتلة، تقريرا بعنوان" الحصار ومصائد الموت ـ كيف تجوِّع إسرائيل السكان في قطاع غزة" حيث أوضح ما ينفذه النظام الإسرائيلي من إبادة جماعية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص وإصابة مئات الآلاف، جسديًا ونفسيًا، تدمير واسع النطاق للمباني السكنية والبنى التحتية المدنية، التجويع، التهجير ومنع المساعدات الإنسانية ـ يجرى هذا كله بشكل منهجى، كجزء من هجوم منسَّق يهدف إلى تدمير جميع شروط الحياة في القطاع، علاوة على ذلك، يثبت القرار الإسرائيلي بمواصلة الهجوم، رغم التحذيرات التي لا حصر لها من عواقبه الفتاكة والأدلة على تحققها واقعًا؛ إلى جانب التصريحات العديدة الصادرة عن صنّاع السياسات، والتي أوضحت أن إسرائيل تعمل ضد جميع سكان القطاع، وهذا يثبت نيّة القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية إلحاق أضرار غير قابلة للإصلاح بالوجود الإنساني الفلسطيني في هذه المنطقة.
حصار إسرائيل على قطاع غزة
وأشار إلى أنه خلال الأيام الأولى التي أعقبت هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً على القطاع، في الأشهر التي تلت ذلك، منعت إسرائيل بشكل متقطع إدخال الغذاء والماء والوقود والأدوية عبر المعابر البرية في أراضيها، وحتى عندما وافقت إسرائيل، تحت ضغط دولي، على السماح بإدخال المساعدات، فقد تم ذلك على نطاق ضيق جدًا وبما لا يلبي احتياجات السكان، وخلال وقت قصير، دمرت إسرائيل أيضًا البنية التحتية المدنية اللازمة لإنتاج الغذاء وتوزيعه، الأمر الذي جعل مئات الآلاف من الأشخاص يعتمدون على المساعدات الإنسانية، اعتمادًا كليًا، وأدى النقص، أيضًا، إلى ارتفاع حاد في الأسعار في جميع أنحاء القطاع، مما زاد من صعوبة حصول غالبية السكان على الغذاء. وقد حذرت منظمات الإغاثة، منذ المراحل المبكرة من القتال، من تدهور حاد في الأمن الغذائي في القطاع، وفي أبريل 2024 أعلنت هيئات الأمم المتحدة أنه "من المتوقع حدوث مجاعة واسعة النطاق".
وأوضح المركز أن إسرائيل تشن أيضًا هجومًا غير مسبوق ضد النظام العام، المدني والاجتماعي، في قطاع غزة، فقد تعرضت جميع أذرع حفظ النظام العام في القطاع، بما في ذلك عناصر الشرطة، قادة الشرطة ووحدات الدفاع المدني، إلى هجوم منهجي من قبل القوات الإسرائيلية، على مدى أشهر القتال، إلى هذا الفراغ السلطوي الذي نشأ في قطاع غزة، ودخلت عصابات إجرامية مسلحة تعمل في جميع أنحاء القطاع إلى الفراغ الحكومي الذي نشأ في قطاع غزة وأتاحت لها إسرائيل امتلاك القوة ومراكمتها.
أكاذيب إسرائيل
وقال إنه في الوقت نفسه، حاولت إسرائيل تقديم صورة كاذبة مفادها أنه ليست هنالك أزمة مجاعة خطيرة ونقص حاد في الغذاء في القطاع، وادعت بأنه حتى لو كان هنالك نقص في مناطق معينة، فإن حماس هي المذنبة في ذلك، لأنها تسرق المساعدات التي تُدخلها الأمم المتحدة، وقد نفت وكالات الإغاثة العاملة في هذا المجال هذا الادعاء؛ وفي تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية يوليو 2025، شهد عدد من كبار المسؤولين في الجيش بأن الجيش لم يقدم أيّ دليل، قَط، على أن حماس تسرق المساعدات بشكل منهجي.
وخلافًا للادعاءات الإسرائيلية، تشير العديد من التقارير وتصريحات صناع السياسة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لمنع دخول المساعدات إلى القطاع هو محاولة إسرائيل الضغط على حماس، بين أمور أخرى، لإثارة اضطرابات داخلية بين الجمهور في قطاع غزة ضد الحركة، وأقرّت اثنتان من الوكالات الحكومية الأمريكية المسؤولة عن توزيع المساعدات بأن إسرائيل منعت وعطّلت عمدًا إدخال المساعدات الإنسانية، وأنها المسؤولة الرئيسية عن المجاعة المستمرة في قطاع غزة. وفي يناير الأول 2024، أكد خبراء من الأمم المتحدة أن "إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني".
تجويع سكان قطاع غزة
وتابع التجويع المتعمد في القطاع، والذي وصفته هيئات الأمم المتحدة في شهر مايو بأنه "أكثر مكان يعاني من المجاعة في العالم"، هو إحدى الوسائل التي تستخدمها إسرائيل كجزء من الإبادة الجماعية التي تنفذها في قطاع غزة. ومع كل يوم آخر يمرّ، تزداد المجاعة في القطاع تفاقمًا والمزيد من الناس، بمن فيهم الأطفال، يموتون بسبب نقص التغذية. ومع ذلك، تتواصل الجهود الإسرائيلية لإسكات أزمة المجاعة في غزة.
وأشار إلي تعرض هذه الوثيقة الآلية التي تعتمدها إسرائيل لتجويع قطاع غزة. تشمل هذه الآلية: إبادة الغذاء ووسائل إنتاجه في القطاع، منع دخول الغذاء إلى القطاع وضرب منظومة المساعدات القائمة وخلق ظروف قاتلة في السعي للحصول على الغذاء.
معطيات عن المجاعة
وأوضح أن أظهر التحليل الأخير الذي أجري لحالة الأمن الغذائي (وفقًا لمؤشر الجوع حسب "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" ـ(IPC أن حوالي 2,1 مليون إنسان أي، جميع السكان تقريبًا يعانون من درجات متفاوتة من نقص الأمن الغذائي الحاد. حوالي ثلث السكان، حوالي 775,000 شخص (37%)، في مرحلة "الأزمة" (المرحلة 3)، في حين أن أكثر من 1,169,000 (54%) في المرحلتين 4 و5، المصنّفتين بأنهما "حالة طوارئ" و"كارثة".
تابع :" في نهاية يوليو 2025، نشر خبراء IPC تحذيرهم الأكثر خطورة من المجاعة حتى الآن، مشيرين إلى أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتحقق في قطاع غزة الآن" وأن حوالي 500 ألف شخص، يشكلون رُبع سكان القطاع، يعانون الآن من الجوع اليومي. وبالفعل، خلال شهر يوليو، بدأت التقارير ترد يوميًا عن أشخاص ماتوا في القطاع لأسباب تتعلق بالجوع وسوء التغذية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنه حتى يوم 21.8.25، توفي في القطاع 271 شخصًا في ظروف تتعلق بالجوع وسوء التغذية، من بينهم 112 قاصرًا.