مفكر سياسي: الصهيونية المسيحية غطاء سياسي لا علاقة له بالدين


قال المفكر السياسي جمال أسعد إن ما يُعرف بـ"الصهيونية المسيحية" ليس تيارًا دينيًا بالمعنى الحقيقي، بل هو غطاء سياسي استُخدم لخدمة إسرائيل والصهيونية العالمية، مستندًا إلى تفسيرات انتقائية للنصوص الدينية.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الصهيونية في أصلها حركة سياسية نشأت في نهاية القرن التاسع عشر، لكنها لم تكن البداية الحقيقية، إذ إن استغلال النصوص الدينية لأهداف سياسية بدأ منذ القرن السابع عشر، مع ما عُرف بالبروتستانت "المطهّرين" الذين هاجروا من بريطانيا ليستقروا في أمريكا، ومنذ ذلك الحين، تشكّلت هوية أمريكية قائمة على الأساس البروتستانتي والارتباط بالعهد القديم من التوراة، بما عزز فكرة أن اليهود هم "شعب الله المختار".
وأشار أسعد إلى أن هذه الفكرة مبنية على عقد ديني مشروط، فاليهود كانوا شعب الله المختار لأنهم قَبِلوا الأنبياء والرسل، لكن برفضهم المتكرر للأنبياء لا يمكن أن يظلوا مختارين، وهو ما يتناقض مع النصوص الأصلية.
وبين أن الصهيونية استغلت هذا الخلط، فخلقت حالة من التداخل بين اليهودية والمسيحية عبر تفسير حرفي خاطئ لقول السيد المسيح "جئتُ لأكمّل لا لأنقض"، معتبرة أن المسيحية امتداد للتوراة بالحرف، بينما المسيحية تقوم أساسًا على الروح لا على الحرف، بدليل أن النص الإنجيلي يؤكد أن "الحرف يقتل والروح تحيي".
وأضاف أن هذا التفسير المغلوط جعل بعض المسيحيين يتبنون دون وعي فكرة "شعب الله المختار"، فيتعاطفون مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، ويعتبرون دعمها التزامًا دينيًا، بينما هو في الحقيقة توظيف سياسي للنصوص المحرَّفة لخدمة مشروع استيطاني توسعي.