قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل بدأت في تنفيذ خطة ميدانية تهدف إلى فرض سيطرة واسعة على نحو 60% من مساحة قطاع غزة، كجزء من مشروع سياسي شامل يسعى لفرض واقع جديد على الأرض، مؤكدًا أن هذا التحرك يأتي بالتزامن مع استعدادات دولية متسارعة لإطلاق مشروع الدولة الفلسطينية.

وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المرحلة المقبلة ستشهد تقسيم الدولة الفلسطينية إلى أربع مقاطعات، على أن تكون غزة أو ما يتبقى منها هي المقاطعة الأولى، مرجّحًا أن تبدأ ملامح هذا المشروع بالظهور بداية من شهر سبتمبر المقبل، عقب سلسلة من الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية.

وأضاف أن هذا السيناريو يعبر عن تحول استراتيجي في التفكير الإسرائيلي، لكنه يرتبط أيضًا بتطورات داخلية في تل أبيب، حيث تتزايد مؤشرات قرب نهاية حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل الضغوط القضائية والاحتجاجات الشعبية الواسعة، وتراجع الثقة الدولية بسياساته، لافتًا إلى أن شهري أكتوبر ونوفمبر قد يكونان حاسمين في تحديد مصير هذه الحكومة.

وفي سياق متصل، أشار العزبي إلى أن المخطط الإسرائيلي لا ينفصل عن الترتيبات الإقليمية، متوقعًا تصعيدًا عسكريًا في مناطق أخرى مثل سوريا، تحديدًا عبر تكثيف القصف على مناطق بعينها كالسويداء، في محاولة لفرض توازنات جديدة قبل طرح الحل السياسي الشامل.

وختم العزبي تصريحه بالتأكيد على أن ما جرى التنبؤ به في وقت سابق من تحولات ميدانية وسياسية في الإقليم، بدأ يتحقق فعليًا على الأرض، ما يبرهن على دقة التحليل الاستراتيجي للمشهد الراهن وتعقيداته المتشابكة.