مصطفى ثابت: النخبة الإسرائيلية بدأت التمرد على سياسات نتنياهو


أكد الدكتور مصطفى ثابت، رئيس تحرير موقع جريدة الفجر، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد بوصلته الإستراتيجية تمامًا في تعامله مع ملف قطاع غزة، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب التي أدخلت ليس فقط إسرائيل، بل المنطقة بأكملها في نفق مظلم.
وأوضح ثابت في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الصحف الإسرائيلية، وعلى رأسها جريدة هآرتس، لم تكتفِ بانتقاد سياسات نتنياهو، بل شبهته بمن يقود بلاده نحو مؤامرة غرق حقيقية، متهمين إياه بالمراهنة الخاسرة على القوة العسكرية، والتي فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أي من أهدافها، سواء بإسقاط حماس أو تحرير الأسرى.
وأشار إلى أن الأزمات التي يمر بها نتنياهو لا تقتصر فقط على الميدان العسكري، بل تمتد إلى تفكك واضح داخل حكومته وتحالفه اليميني المتطرف، في ظل غياب أي تصور سياسي واضح لما بعد الحرب، ما خلق حالة من الغليان داخل النخبة الإسرائيلية ذاتها.
وأضاف رئيس تحرير موقع الفجر أن نتنياهو يتخبط بين ضغوط داخلية وقرارات انفعالية، غير قادر على إنهاء الحرب دون دفع ثمن سياسي باهظ، ولا الاستمرار فيها دون خسائر بشرية وعسكرية فادحة، كما أن الرؤية المفقودة لما يُعرف بـ"اليوم التالي لغزة" تفضح النية الحقيقية لاحتلال القطاع، رغم محاولات التهرب الإعلامي والسياسي من الاعتراف بذلك.
ولفت مصطفى ثابت إلى أن المجتمع الإسرائيلي نفسه بدأ يدرك حجم الكارثة، بعدما فقد كثير من شرائح الشعب ثقتهم في رئيس وزرائهم، في ظل التظاهرات المتكررة، وتدهور صورة إسرائيل داخليًا وخارجيًا.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الحرب تحولت إلى مستنقع سياسي وأخلاقي وأمني لإسرائيل، وأن نتنياهو لم يعد يتصرف كرجل دولة مسؤول، بل كزعيم مأزوم يجر بلاده نحو هاوية مجهولة، بحسب وصف الصحافة العبرية ذاتها.