محلل سياسي: الميليشيات الإيرانية في العراق أداة لتنفيذ مخطط تفتيت المنطقة


أكد الدكتور محمد العزبي، الخبير في العلاقات الدولية، أن الميليشيات الإيرانية المنتشرة في العراق لا تتحرك بشكل مستقل، بل تُوظّف كأذرع تنفيذية ضمن مشروع أكبر يستهدف تفتيت الدول العربية وإعادة رسم خارطة المنطقة وفق أجندات خارجية.
وقال العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن هذه الميليشيات أصبحت جزءًا من معادلة عدم الاستقرار، مشيرًا إلى أنها تتلقى دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا من طهران، بما يخدم مخطط "الهلال الشيعي" ويمهد لتفتيت العراق على أسس طائفية وعرقية، تمهيدًا لإضعافه كدولة مركزية في الإقليم.
وأضاف أن تغلغل هذه الجماعات في المؤسسات الأمنية والعسكرية العراقية، وتحركها في بعض الأحيان خارج سلطة الدولة، يعكس حجم الخطر الذي تمثله على السيادة العراقية ووحدة أراضيها. كما أشار إلى أن هذه التحركات تصب في مصلحة قوى دولية تسعى لتحويل العراق إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية، لا سيما بين إيران والولايات المتحدة.
ولفت العزبي إلى أن الدور الإيراني في العراق لا يقتصر على الدعم العسكري للميليشيات، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة فرض نفوذ سياسي مباشر من خلال دعم تيارات موالية لطهران داخل البرلمان العراقي ومراكز اتخاذ القرار، وهو ما يضع الدولة العراقية أمام تحدٍّ خطير يتعلق بالحفاظ على استقلالها السياسي.
واختتم العزبي تصريحه بالتأكيد على أن تحصين العراق من هذا المخطط لا يمكن أن يتم إلا بإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية، ونزع سلاح الميليشيات، وتعزيز الهوية العراقية الجامعة، بعيدًا عن الاصطفافات المذهبية والتدخلات الخارجية.