استشارية نفسية: السكوت عن الاعتداء الجنسي على الأطفال جريمة مجتمعية مضاعفة


وصفت الدكتورة منال حمادة، استشاري الصحة النفسية، الصمت المجتمعي تجاه الاعتداء الجنسي على الأطفال بأنه جريمة مضاعفة، مؤكدة أن التكتم على هذه الجرائم لا يحمي الضحايا، بل يحمي المعتدين ويمهد لاستمرار الانتهاك داخل بيئة مشلولة بالخوف والعار.
وأضافت حمادة خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الكثير من الأسر والمؤسسات التعليمية تمتنع عن الإبلاغ أو المواجهة بسبب ما أسمته "الخوف من الفضيحة"، بينما الضحية وهو الطفل يُترك يواجه تداعيات نفسية وسلوكية قد تلازمه طوال حياته، منها الاكتئاب، والعزلة، واضطرابات الثقة والهوية.
وأشارت إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال لا يمكن مواجهته بالصمت أو الإنكار، بل بتأسيس منظومة متكاملة تشمل التوعية، والتدخل المبكر، والتأهيل النفسي، إلى جانب توفير قنوات آمنة للإبلاغ والدعم، سواء داخل المدارس أو عبر المؤسسات المختصة.
وأوضحت أن السكوت لا يمنع الجريمة بل يضاعفها، مضيفة: حين يخشى ولي الأمر من العار، يصمت.. لكن الطفل لا يصمت، بل يصرخ من الداخل، وقد ينفجر لاحقًا في صورة سلوك منحرف أو ألم لا يُشفى."
ودعت حمادة إلى ضرورة كسر التابوه المجتمعي الذي يحيط بهذه القضية، مؤكدة أن الاعتراف بالمشكلة هو أول الطريق نحو الحل، وأن الطفل الذي يُنقذ اليوم قد يكون هو الحامي لأطفال الغد.