أكدت الدكتورة منال حمادة، استشاري الصحة النفسية، أن التدخل المبكر يمثل الركيزة الأساسية في حماية الأطفال من خطر الاعتداءات الجنسية، مشددة على أن كل تأخير في التوعية أو التحرك قد يسمح بتفاقم الأذى النفسي والسلوكي الذي يتعرض له الطفل، وقد يترك آثارًا ممتدة مدى الحياة.
وأوضحت حمادة خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن اكتشاف المؤشرات المبكرة لسلوك غير طبيعي تجاه الأطفال يتطلب وعيًا عاليًا من الأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع ككل، لافتة إلى أن المعتدي لا يبدو دائمًا غريب الأطوار أو مريضًا نفسيًا ظاهرًا، بل قد يكون في هيئة طبيعية تمامًا، مما يزيد من خطورته وصعوبة كشفه.

وأضافت أن التربية الجنسية الوقائية يجب أن تبدأ في سن مبكرة حتى من سن ثلاث سنوات بشكل مبسط ومناسب لوعي الطفل، لتعليمه الفرق بين التلامس الآمن والمشبوه، وتشجيعه على الحديث دون خوف إذا شعر بعدم ارتياح أو تعرض لتحرش.
ونبهت حمادة إلى أن التثقيف النفسي لا يخص المتخصصين فقط، بل يجب أن يكون جزءًا من ثقافة المجتمع، وأن تتضافر فيه جهود الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والمؤسسات الدينية، لتشكيل شبكة حماية فعالة حول الطفل، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في الحوادث التي يُتكتم عليها خوفًا من "الفضيحة".
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ بالعلم والوعي والشجاعة، مضيفة: "الطفل المعتدى عليه لا ينسى، لكن يمكن إنقاذه مبكرًا إذا كنا حاضرين بقلوبنا وعقولنا قبل أن يقع الخطر".