وزير الخارجية الأسبق: لا معنى للهدنة بدون مسار سياسي واضح يضمن حقوق الفلسطينيين


أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن المرحلة الحالية تتطلب رؤية استراتيجية تتجاوز فكرة الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، مشددًا على أهمية إطلاق مسار سياسي حقيقي يُعطي الشعب الفلسطيني أملاً ملموسًا نحو إقامة دولته وتحقيق حقوقه المشروعة.
وقال السفير محمد العرابي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملت نبرة مغايرة نسبيًا، لا سيما عندما تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وسعيه لتحسين أوضاعهم، مؤكدًا أن هذا التحول في اللهجة وإن لم يكتمل يعكس نوعًا من الواقعية السياسية.
وأشار العرابي إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المرتقبة إلى واشنطن تمثل محطة بالغة الأهمية تستوجب التحليل الدقيق لمخرجاتها، خاصة في ظل تصاعد التوترات وتبدل بعض المفاهيم لدى الأطراف الدولية.
وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن أي تهدئة لن تكون ذات جدوى إذا لم تواكبها خطوات واضحة نحو عملية تفاوضية جادة تؤدي إلى تسوية سياسية عادلة تضمن للفلسطينيين حقهم في دولة مستقلة وحياة كريمة، مؤكدًا أن مصر تبنت هذا الطرح منذ 8 أكتوبر، وتواصل السعي لتحقيقه كوسيط موثوق ومحوري.
وأوضح العرابي أن القاهرة تبذل جهودًا دبلوماسية متواصلة لإحداث توازن في المشهد السياسي، لكنها في المقابل بحاجة إلى شركاء دوليين يتمتعون بالشفافية والجدية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي أثبتت في الأزمات السابقة أنها الطرف القادر على التأثير ووقف العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن هناك محاولات إسرائيلية لإعادة تشكيل القضية الفلسطينية على نحو يخدم مصالحها، وهو ما تدركه الدولة المصرية جيدًا وتسعى لمواجهته بتحركات سياسية فاعلة تستند إلى الشرعية الدولية.
واختتم العرابي بالتأكيد على أن المرحلة القادمة ستكون مفصلية في مسار القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن التنسيق المصري-الأمريكي يجب أن يتكثف، باعتبار الولايات المتحدة شريكًا مؤثرًا في الإقليم، له دور تاريخي في صناعة السلام، ويمكن لهذا التعاون أن يقود إلى مخرج آمن يضمن استقرار المنطقة.