أوشلان: منظمة العمل الدولية تتبنى نهجًا متكاملًا لمكافحة عمل الأطفال في مصر


قال ايريك أوشلان- مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، إن المنظمة تتبنى نهجًا متكاملًا لمكافحة عمل الأطفال في مصر، من خلال العمل على مستوى السياسات بالتعاون الثلاثي الأطراف لتحسين جمع البيانات، وتعزيز الأطر التشريعية، وزيادة الوعي العام بمخاطر عمل الأطفال. وعلى المستوى الميداني، تعمل المنظمة على تمكين الأسر اقتصاديًا ودعم إعادة تأهيل الأطفال وإعادة إدماجهم في التعليم.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لعام 2025، والذي تُنظَّمه وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة، وذلك بالتعاون مع الشركاء الوطنيين تحت شعار: "التقدم واضح، لكن أمامنا المزيد: فلنُسرِع الجهود!".
قانون العمل الجديد
وتابع أوشلان: من الخطوات المهمة قانون العمل المصري الجديد، الذي يتضمن أحكامًا متوافقة مع اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 138 و182، حيث تحظر المادة 64 الأعمال الخطرة والاستغلال وأي نشاط يعرض تعليم الطفل أو نموه أو سلامته للخطر. وفي الوقت نفسه، تعمل مصر على ترجمة هذا الإطار التشريعي إلى إجراءات عملية، حيث دعمت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع الشركاء الوطنيين تطوير دليل توعية بعمل الأطفال للأخصائيين الاجتماعيين في الصفوف الأولى، كما أننا بصدد الانتهاء من مدونة سلوك لمساعدة أصحاب العمل على القضاء على عمل الأطفال في سلاسل التوريد.
المسح الوطني لعمل الأطفال
وأضاف أوشلان: يعد توفير البيانات المحدثة ركيزة أساسية أخرى، ومن المقرر أن يطلق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قريبًا المسح الوطني لعمل الأطفال، وهو الأول منذ أكثر من عشر سنوات، لتوفير بيانات دقيقة تدعم الجهود الوطنية وتحسن من التخطيط وقياس التقدم.
وأشار إلى أن منظمة العمل الدولية لديها الآن محفظة متنامية من المشاريع التي تستهدف مكافحة عمل الأطفال في مصر، بما في ذلك مشروع مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في الصناعات الصغيرة وفي الشوارع (ETEL من خلال دعم تنفيذ الخطة الوطنية في مصر (ETEL Egypt)، و أكسل مصر ACCEL Egypt - حصاد المستقبل، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر بالإضافة إلى أكسل أفريقيا ACCEL Africa ، الذي اختتم أعماله بعد سنوات من الإنجازات المؤثرة.
وأوضح أوشلان، أنه من خلال هذه المشاريع، تم دعم آلاف الأطفال للعودة إلى المدارس، واكتسبت الأسر – ولا سيما النساء – على فرص دخل جديدة من خلال برامج التدريب وريادة الأعمال، وقد تحسنت ظروف العمل في القطاعات الأولى بالدعم من الزراعة إلى الصناعات الصغيرة، واليوم، لافتا أنه سيتم عرض بعض من هذه القصص الملهمة في الفيلم الوثائقي والعرض المسرحي، حيث يبتسم الأطفال على خشبة المسرح بعد أن عادوا من بيئة العمل إلى مقاعد الدراسة، حيث ينتمون بالفعل.
وتابع: وقد تحققت هذه الإنجازات بفضل الشراكات القوية مع الشركاء التنمية الوطنيين والدوليين، ونحن فخورون اليوم بإطلاق شراكات جديدة مع بنك مصر لتعزيز الشمول المالي للأسر الأولى بالرعاية ومعالجة الدوافع الاقتصادية لعمل الأطفال، ومع سفارة سلوفينيا لدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر من خلال الأنشطة المدرة للدخل والصديقة للبيئة والمراعية للنوع الاجتماعي لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بين الفتيات والفتيان.
ووجه أوشلان الشكر إلى شركاء التنمية؛ في حكومة إيطاليا من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، وحكومة هولندا، وحكومة سلوفينيا، ومنظمة العمل العادل (FLA). لقد ساعدت شراكاتكم في تحويل الرؤية إلى واقع.
وأكد أوشلان التزام منظمة العمل الدولية الراسخ بدعم مصر في تحقيق رؤيتها 2030، بما يتماشى مع الهدفين 8.7 و16.2 من أهداف التنمية المستدامة. فلنواصل العمل بإلحاح، ونبني على التقدم المحقق، ونعمل معًا لضمان أن يكون كل طفل يلعب ويتعلم.
حادث فتيات المنوفية
وتوجه أوشلان بالنيابة عن منظمة العمل الدولية، بخالص التعازي القلبية لمصر في أعقاب حادثة فقدان أرواح أبرياء التي شهدتها محافظة المنوفية، ولكل الأسر حول العالم التي فقدت أحبائها في حوادث مماثلة.
جدير بالذكر، أنه حضر الجلسة الافتتاحية محمد جبران وزير العمل، وأيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي والوكيل الدائم للوزارة، والدكتور ميشيل كواروني، سفير إيطاليا لدى جمهورية مصر العربية، وساشو بودليسنيك، سفير سلوفينيا لدى جمهورية مصر العربية، ويمنى خليل، مديرة مشروع “حصاد المستقبل لياسمين مصر” – منظمة العمل العادل.