محمد موسى يكتب: ديفيليه التعري بالسوشيال ميديا


إن ما يحدث في المجتمع من بعض الفتيات والسيدات المنفلتات ليس وليد الصدفة ولكنه نتاج إنفتاح متدني طرأ علي مجتمعنا في العشر سنوات الأخيرة وساهمت " السوشيال ميديا " بكل مواقعها في تفشي هذا التدني الذي طفح علي المجتمع بطريقة فاقت طفح " بالوعات الصرف المتهالكة" وللأسف لم نواجهه جميعاً حتي أصبح أمراً واقعاً أو صفة أساسية من صفات المجتمع .
وهذا تماماً ما يحدث في مجتمعات الفضاء الإلكتروني " الفيسبوك والتيك توك وإنستجرام " كل هذه المواقع تحولت إلي صالة أو " ماخور ليلي " شمل من يطلقون علي أنفسهم مصطلحات غريبة مثل " يوتيوبر " ، " بلوجر " وغير ذلك من المسميات وجواز مرور كل هؤلاء هو التعري والتلفظ بأبشع الألفاظ من خلال اللايفات التي يبثون من خلالها سمومهم التي تعتمد علي عرض مناطق حساسة بأجسامهن وتحولت مواقع السوشيال ميديا إلي " ديفيليه للتعري " .
هذه هي بضاعتهم العفنة التي كانت تنحصر قبل عشر سنوات في فتيات الليل في " المواخير الليلية " ، وكل ذلك يحدث بهدف جذب إنتباه من يبحثون عن هذه النماذج الخارجة عن الأداب والعادات والتقاليد ولا يعرفون عن الأخلاق إلا إسمها فقط.
ولعل كل القضايا التي سجلتها صفحات الحوادث بالصحف هي لفتيات منفلتات إستخدمن تعرية أجسادهن تحت بند الحريات الشخصية ، وعندما تقرأ تفاصيل تحقيقات هذه القضايا تندهش من محتواها ومن أقوالهن التي لم تترك شئ مخالف للشرع أو للدين إلا وقد تضمنته نصوص هذه التحقيقات .
منذ عام 2016 وأنا أنبه من خلال رسائل مختلفة تحدثت بها بـ " برنامجي التليفزيوني " أن المجتمع في خطر وأن فتياتنا في خطر لأن هذه النوعية من الساقطات رسخن لمبدأ " قول اللي يعجبك وألبس اللي يعجبك وإتعري زي ما يعجبك وأقلع زي ما يعجبك وإن شا الله الكل يتفلق " ، وبكل أسف هذه الثقافة إنعكست بالسلب علي المجتمع ككل وغيرت مفاهيم منضبطة عديدة وأصبح الموضوع لا يقتصر علي فتيات " السوشيال ميديا " بل للأسف إمتد إلي أن أغلبية الفتيات أصبحن يقلدهن تقليداً أعمي ويقمن بنشر صورهن العارية ، بكل بجاحة علي مواقع " الشر الفضائي" وكله تحت عنوان أن ذلك حرية شخصية .
خلال الأونة الأخيرة القوي الأمنية ألقت القبض علي عدد كبير منهن وتم عرضهن علي جهات التحقيق وكان بينهن فتاتين إنتحلن صفة " إعلامية " ولكن الكارثة التي أعلنتها التحقيقات هي أن واحدة منهن كانت تروج وتتاجر في مخدر الأعصاب الجنسية وقطعاً كانت تستهدف من خلال تجارتها الممنوعة هذه تحقيق الثراء السريع ومحيط تجارتها كان ما بين سكان كمبوندات التجمع والأحياء الراقية ومحلات الملاهي الليلية والكافيهات واالمقبوض عليها الأخري التي تدعي " سارة خليفة " تم القبض عليها مؤخراً متورطة بتجارة المخدرات بل أنها فاقت كل حدود المنطق ووصلت أنها تقيم مصنع لتصنيع هذه الممنوعات ، وكل هذا هدفه أيضاً الثراء السريع ، وللأسف الشديد ،إتجهن للعمل بالحقل الإعلامي من خلال شراء وقت بأي قناة فضائية لكي يغسلن ماضيهن العفن مثلما رأينا نموذج " سارة خليفة " و " دينا فؤاد " .
ولكم في الحكايات عبرة يا أولي الألباب ، فهناك من رافقت أحدهم بهدف الإنفاق عليها أو إنتاج برنامج لها وإغداقها بالهدايا الثمينة من "سيارات لفلل لأموال وأرصدة بالبنوك ومصوغات ذهبية وغير ذلك " ، هذا بخلاف حفلات السكر والجنس الجماعي التي يقيمونها في قصور المولين لهن وفي الملاهي الليلية ... ويتوهمن كذباً أنه لا يوجد رقيب أو عتيد عليهن ولكن ما نشهده من إتخاذ إجراءات قانونية حيالهن يقول عكس ما يتوهمن .. حتي تلوثت المهنة بأفعالهن المنفلتة .
الغريب أننا أصبحنا نتعامل مع مثل هذه الأفعال بمبدأ " إحنا مالنا " .. لأ .. ده إحنا " مالنا ونص " لأن ما يحدث ينكعس بالسلب علي بناتنا وأهلنا وعلي المجتمع ككل ويخرب العقول كما يخرب البيوت .
والسؤال ما هو العائد من كل هذا وذاك غير تخريب وتجريف جيل وتشويه سمعة بلد بأكملها وما يحدث من إنفلات علي تطبيق " سناب شات " ليس بغريب علينا فقد تحول هو الآخر إلي " بيت دعارة مفتوح " كل ساقطة تعرض نفسها فيه وهناك من الخليجيين من يدفع لهن لأنه وبكل أسف الرخص أصبح مبدأ والثراء السريع هو الغاية وشعارهن هو كل ما تتعري وتسف أكتر تكسب أكتر .
أفيقوا يرحمكم الله قبل ان يتحول المجتمع إلي ساحة لمثل هذه الأفعال الفاضحة التي تصدر للعوام .