خط أحمر
السبت، 3 مايو 2025 05:44 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

خارجي

وصول كاسحة الجليد النووية ”ياقوتيا” إلى ميناء مورمانسك استعدادًا لأول رحلة تشغيلية في بحر كارا

خط أحمر

شهدت المؤسسة الفيدرالية الروسية "أتوم فلوت" التابعة لمؤسسة "روساتوم" الحكومية والمسئولة عن إنشاء محطة الضبعة النووية احتفالًا رسميًا بوصول كاسحة الجليد النووية "ياقوتيا" إلى مينائها الرئيسي في مدينة مورمانسك، بعد أن أنهت بنجاح رحلتها من سانت بطرسبرغ إلى القاعدة البحرية خلال ستة أيام،حيث يمثل هذا الحدث مرحلة محورية في تعزيز قدرات الأسطول النووي الروسي، ودفعه نحو آفاق جديدة من التشغيل الفعّال في مياه القطب الشمالي.

تفاصيل السفينة ياقوتيا

وقد قطعت السفينة "ياقوتيا"، وهي ثالث كاسحة جليد نووية ضمن مشروع 22220 التسلسلي، مسافة 2,470 ميلاً بحريًا عبر البحار البلطيقية والشمالية والنرويجية والبارنتس، بسرعة متوسطة بلغت 16 عقدة، لتصل في الليلة السابقة إلى ميناء مورمانسك، حيث استقبلها كبار مسؤولي مؤسسة "روساتوم فلوت".


وقال ياكوف أنتونوف، نائب المدير العام لـ"أتوم فلوت": "كاسحة الجليد النووية ‘ياقوتيا’ جاهزة للعمل في مياه طريق بحر الشمال، ونخطط لإطلاق أول رحلة تشغيلية منتظمة لها في 15 أبريل، حيث ستباشر مهامها في منطقة نهر الينيسي ببحر كارا، مستفيدة من الفترة المثالية لانحسار الجليد لتبرز قدراتها الفنية في القوة، والقدرة على المناورة، والعمق المزدوج."


من جانبه، أعرب القبطان دميتري نيكيتين عن ثقته في طاقم السفينة الجديد، قائلًا: "هذه أول رحلة تشغيلية لي كقائد للسفينة، والتحدي قائم، لكن فريقي يتمتع بخبرة واسعة في الإبحار وسط الجليد ونحن مستعدون لهذه المهمة بكل ثقة واحترافية." وبمجرد الانتهاء من عمليات التزويد بالمؤن والاستعدادات الفنية، ستنطلق السفينة نحو مهامها التشغيلية في مياه بحر كارا، في خطوة تُعد اختبارًا عمليًا لقدرات السفينة ومفاعلها النووي المتطور من طراز RITM-200، الذي أثبت كفاءته في السفن السابقة من نفس الفئة.

مشروع بناء "ياقوتيا"


يُذكر أن مشروع بناء "ياقوتيا" بدأ رسميًا في مايو 2020 بأمر من "روساتوم"، وتم تدشينها في نوفمبر 2022، بينما تم رفع العلم الروسي عليها في ديسمبر 2024، لتصبح أحدث إضافة إلى أسطول كاسحات الجليد الروسية، الذي يضم أيضًا "أركتيكا"، "سيبير"، و"أورال". وتتمتع كاسحة الجليد "ياقوتيا" بمواصفات تقنية فائقة، إذ يبلغ طولها 173.3 مترًا، وعرضها 34 مترًا، وتبلغ إزاحتها 33,540 طنًا، فيما تصل قدرتها إلى 60 ميغاوات، مع إمكانية كسر جليد بسمك يصل إلى ثلاثة أمتار، وسرعة تصل إلى 22 عقدة في المياه الصافية. كما صُمم لها عمر تشغيلي يصل إلى 40 عامًا، وتضم طاقمًا من 54 فردًا.


يأتي هذا التطور في إطار استراتيجية روسيا لتعزيز ريادتها القطبية، إذ يُعد أسطول كاسحات الجليد النووية من أبرز عناصر القوة الجيوسياسية الروسية في القطب الشمالي. وتسهم هذه السفن في تطوير الملاحة المستدامة على طول "طريق بحر الشمال"، الذي بات يمثل ممرًا رئيسيًا للنقل البحري يربط بين موانئ سانت بطرسبرغ وفلاديفوستوك مرورًا بكالينينغراد. وسجل عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الشحن عبر هذا الطريق، حيث بلغ 37.9 مليون طن، بزيادة تجاوزت 1.6 مليون طن مقارنة بعام 2023، كما تم تسجيل رقم قياسي في عدد الرحلات العابرة (92 رحلة) وحمولة الشحنات العابرة (أكثر من 3 ملايين طن)، مما يعكس مرونة المشاريع الروسية في مواجهة التحديات الجيوسياسية.


في ظل هذه النجاحات، تستمر روسيا في بناء المزيد من الكاسحات النووية، حيث يجري حاليًا بناء الكاسحتين "تشوكوتكا" و"لينينغراد"، فيما يُخطط لوضع حجر الأساس للسفينة "ستالينغراد" خلال هذا العام. كما تُعد كاسحة الجليد النووية "ليدر" من مشروع 10510، التي بدأ العمل بها في يوليو 2020، مشروعًا طموحًا لتعزيز القدرات الروسية في أعماق القطب الشمالي. وفي خطوة مستقبلية نوعية، يتم التحضير لتشغيل سفينة الخدمة النووية متعددة المهام "فلاديمير فوروبيوف" بحلول عام 2029، والتي ستتولى مهام دعم السفن النووية وتزويدها بالوقود، خاصة السفينة الرائدة "روسيا". وتؤكد هذه الإنجازات المتتالية أن روسيا تسير بثقة نحو ترسيخ سيادتها الاقتصادية والعلمية في القطب الشمالي، مدفوعة بتطور تكنولوجي محلي وابتكار صناعي غير مسبوق في مجال بناء وتشغيل كاسحات الجليد النووية.

كاسحة الجليد النووية ياقوتيا روساتوم ميناء مورمانسك بحر كارا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة