المهندس السيد طوبا يكتب.. فرانكو أراب


يعمد الكثيرون منا إلى أرسال أبنائهم إلى المدارس الأجنبية والخاصة بهدف اتقان اللغة الإنجليزية والتى أصبحت اللغة الأولى فى العالم فأهم المراجع والكتب والأبحاث حتى معظم أدوات البحث أصبحت بالإنجليزية وطبعا مع تدهور التعليم الحكومى وتردى مستوى مدرسى اللغات أصبح القادر وغير القادر يرسل أبناءه للمدارس الخاصة والتى ارتفعت رسومها وقفزت بعضها لأرقام خيالية.
وكنت أتندر على مصاريف الطفل الواحد فى سنة كاملة أن عادل ما تحملناه أنا وزوجتى طوال حياتنا الدراسية من الابتدائى للجامعة ولكن نسى الكثيرين منا أن يتقن أبناءهم لغتهم الأصلية العربية ونتج عن ذلك خلطة عجيبة من الشباب يتحدثون لغة عربية غير متقنة وإنجليزية غير مفهومة وما أن تتحدث مع أحدهم فتجده يستخدم لغة هجين بين العربية والإنجليزية وبحكم خبرتى وجدت أنه وللأسف الشديد أن معظمهم لا يجيد أيا من اللغتين اللهم تحدثا فقط فإذا طلبت من أحدهم كتابة خطاب أو بحث فستجد العجب العجاب.
تدهورت اللغة العربية وأمسى النحو والصرف فى ذمة الله أما الهمزات فأصبحت رجز من عمل الشيطان وخلط معظمهم بين الزين والذال ناهيك عن سوء الخط العربى والذى أصبح كنبش الفراخ أما الإنجليزية فحدث ولا حرج فلا تجد جملة واحدة مكتملة الأركان ولا تخلص من الخطاب بأى معلومة مفيدة أو الغرض من إرسال الخطاب وإذا صادف وجلس بجوارك فى المقهى مجموعة من الشبان والشابات فسوف تسمع عجبا فمعظم الكلام بالإنجليزية وربما يتخلله بعض السباب بالعربية ولا أدرى هل نحن من أجرمنا بحق أبنائنا أم أن نظام التعليم الحكومى المتدهور هو من اضطرنا لإرسالهم إلى المدارس الأجنبية التى لا تعير اهتماما باللغة العربية كجزء من مخطط تجريف الهوية أم أن وزارة التربية والتعليم تتساهل كثيرا فى عدم الإشراف على المدارس الأجنبية وضرورة تدريس العربية والدين كمواد أساسية حتى وصلنا جميعا إلى حالة متأخرة من البله وغياب الوعى.
وأدهشنى عند الاستعداد للهبوط بمطار القاهرة ومغادرة الطائرة أن وجدت شابا مصريا ملتحيا وزوجته المنقبة يتحدثان إلى طفلهما البالغ من العمر أربع أو خمس سنوات بالإنجليزية فهل أضحى ذلك نوعا من الحداثة والتحضر والفرنجة بحيث يعيب عليهما التحدث لطفلهما باللغة العربية.. إننى أدق ناقوس الخطر مناديا بحتمية تعليم أولادنا لغة القرآن والاهتمام بها اهتمامنا بتعليمهم الإنجليزية وضرورة عودة حصص الخط العربى وتحسينه فى المدارس الحكومية والخاصة حتى نتخلص تدريجيا من حالة الفرانكو أراب التى نعيشها الآن.