خط أحمر
الخميس، 12 سبتمبر 2024 01:37 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور أحمد عبود يكتب: الاستمطار: فوائده، مخاطره، والتحذيرات المتعلقة بتطبيقه

خط أحمر

الاستمطار هو تقنية حديثة تهدف إلى زيادة هطول الأمطار في مناطق تعاني من نقص المياه أو الجفاف، من خلال تحفيز السحب على إسقاط محتواها المائي. تعتمد هذه العملية على رش مواد كيميائية مثل يوديد الفضة أو كلوريد الصوديوم في السحب باستخدام طائرات أو صواريخ. تعمل هذه المواد كنوى تكاثف، حيث تلتف حولها جزيئات الماء، مما يزيد من وزنها ويساعد في إسقاطها على شكل أمطار. تُستخدم هذه التقنية في العديد من الدول حول العالم مثل الصين، الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة.

الاستمطار يحمل معه العديد من الفوائد، إذ يمكن أن يكون حلاً سريعاً لمشكلة نقص المياه، خاصة في المناطق الزراعية التي تعتمد بشكل كبير على الأمطار. يمكن أن يسهم في تحسين المحاصيل الزراعية، الحد من الجفاف، وتقليل التصحر. في دول مثل الإمارات العربية المتحدة، التي تستثمر بشكل كبير في هذه التقنية، يُستخدم الاستمطار كوسيلة لتوفير مياه عذبة إضافية في المناطق الصحراوية، مما يسهم في دعم التنمية المستدامة.

رغم الفوائد المحتملة، الاستمطار ليس خالياً من المخاطر والتحذيرات. استخدام المواد الكيميائية مثل يوديد الفضة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات بيئية غير متوقعة، حيث يمكن أن تتراكم هذه المواد في البيئة وتؤثر على النظم البيئية والأنواع الحيوية المحيطة. كما أن الاستمطار قد يؤدي إلى تغييرات غير مرغوب فيها في نمط الهطول، حيث يمكن أن تُحفز الأمطار في مناطق معينة على حساب مناطق أخرى أكثر احتياجاً للمياه، مما قد يسبب اضطرابات بيئية ويزيد من حدة الجفاف في تلك المناطق.

زيادة الأمطار بشكل غير طبيعي قد يؤدي أيضاً إلى مخاطر الفيضانات، مما يشكل تهديداً على حياة البشر والممتلكات. هذا الأمر يستدعي دراسة دقيقة وتخطيطاً جيداً لضمان عدم التسبب في كوارث طبيعية غير متوقعة. أمان الطائرات التي تقوم برش المواد الكيميائية هو جانب آخر يجب أخذه في الاعتبار، حيث تحتاج هذه الطائرات إلى التحليق على ارتفاعات منخفضة أو بالقرب من السحب، مما يعرضها لمخاطر جوية مثل العواصف الرعدية أو الاضطرابات الجوية.

من الناحية الصحية، رغم أن الكميات المستخدمة من المواد الكيميائية تُعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن التعرض الطويل الأمد أو التراكم البيئي لهذه المواد يمكن أن يكون له تأثيرات صحية غير متوقعة. هذا يتطلب مراقبة مستمرة وتقييمات بيئية دورية لضمان سلامة السكان والبيئة.

هناك أيضاً نقاش أخلاقي حول مدى شرعية تدخل الإنسان في الطبيعة للتحكم في الطقس. هذا الجدل يزداد خاصة عندما تتأثر مناطق أخرى أو تكون التأثيرات عابرة للحدود. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن الاعتماد الزائد على تقنية الاستمطار قد يثني الحكومات عن البحث عن حلول أكثر استدامة لمشكلة نقص المياه، مثل تحسين كفاءة استخدام المياه أو إعادة تدويرها.

في النهاية، يمكن القول إن الاستمطار يمثل أداة قوية في إدارة الموارد المائية، لكنه يتطلب استخدامه بحذر وبعد دراسة وافية. يجب على الحكومات والمؤسسات التي تطبق هذه التقنية إجراء تقييمات بيئية واجتماعية شاملة، ومراعاة جميع المخاطر المحتملة وضمان تنفيذها وفقاً لأفضل الممارسات البيئية. الاستمطار ليس بديلاً كاملاً عن السياسات المستدامة لإدارة المياه، بل هو جزء من حلول متعددة يجب أن تُطبق معاً لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة للأجيال القادمة.

الدكتور أحمد عبود الاستمطار أخبار مصر أخبار اليوم خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة