الدكتور عادل عامر يكتب.. الإعلام الجديد والأمن القومي


لخصت دراسة الإعلام الجديد والأمن القومي موضوعا حيويا جديدا، لم يطرق من سابق – في مجتمع الدراسة – سواء بالبحث أو المعالجة.
وعلية رأى الباحث أهمية تناول هذا الموضوع بوصفة إحدى الازمات المحلية والاقليمية والدولية التي يواجها المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي.
إذا تتمحور الدراسة في توضيح واظهار أنّ وسائل الإعلام الإلكتروني الجديد يحتاج في تناوله وعرضه لكافة وسائل الارهاب الإلكتروني الالتزام بضوابط المسؤولية الاجتماعية بشكل أكثر عمقا، وبآليات تراعي البعد الإنساني في تناولها لمثل هذه القضايا، بما يخدم رغبة القارئ في الحصول علي المعلومة، وبما يتوافق أيضا ومراعاة مشاعر الجمهور وقيم المجتمع واعتبارات الأمن القومي، وحتى لا تخدم وسائل الإعلام تنظيمات الإرهاب الإلكتروني بشكل غير مباشر عبر تحقيق أهداف دعائية ونفسية، قد تكون تنظيمات الإرهاب الإلكتروني ترغب في إيصالها للجمهور، في ضوء إدراكهم لرغبة وسائل الإعلام الملحة في إعادة نقل هذه المضامين للجمهور اذ تم تسليط الضوء علي أن أهمية دور الإعلام بوصفه محددًا مهماً لتفاقم ظاهرة الإرهاب الإلكتروني، وفي ذات الوقت وسيلة مهمة للقضاء عليها، واستجلاء طبيعة التهديدات التي تفرضها تقنيات الاتصال الحديثة، وتطبيقاتها على منظومة الأمن المعلوماتي لان الإعلام البديل، للإنترنت، وللشبكات الخاصة بالتواصل الاجتماعي، بصفتها شكل جديد وحديث وحيوي للإعلام وللاتصال، له أهمية قصوى في مجال أمن المجتمع والأفراد، بل أمن الشعوب والدول. ولا يخفى على أحد، في العالم أجمع ـ
وعلية بنيت نتائج الدراسة: ان أهمية الإعلام الجديد أو البديل، في ترسيخ الأمن ـ بمفهومه الشامل ـ والبُعد عن الممارسات التي تؤثر بالسلب على الأمن الوطني أو القومي أو الشخصي أو الفردي أو أمن أطفالنا، فهذا ضرورة اجتماعية، وذاك منطلق أساسي للنظام العام، وتلك أساليب الرقابة قد ابتكرت لحماية السلم والأمن للفرد والمجتمع من أي أخطار تهدده… وفي هذا المجال، لابد أن نتوقف كثيراً، أمام تأثير الإعلام والاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي على الأمن ـ بمختلف مفاهيمه ـ وأن نتعرف على أن أهم سلبيات الإعلام القديم والحديث هو تهديد الأمن للفرد والمجتمع، بدافع الإثارة، أو السبق الإعلامي، أو المنافسة اللاأخلاقية، أو دواعي الحرية اللامسئولة. الخ، فكلها أساليب وأسانيد غير مقبولة، لأنها تهدد الأمن الإنساني، وقد تساعد التطرف والإرهاب البغيض على القيام من سكونه، وعلى المساس بأمن الناس، فهذا غير مقبول على المستويات الإنسانية كافة: شرقية وغربية، مسيحية وإسلامية ويهودية، عربية وعالمية، على مستوى المجتمع والأفراد، الكل يحارب التطرف الأعمى والإرهاب البغيض، والتأثير السلبي على الأمن يطيح بالساسة والسياسة، ويضر بالمال والاقتصاد، ويخلخل الأمن الاجتماعي، والتوازن النفسي للأفراد ويبدو أن التطورات المتلاحقة التي شهدها العالم بثورتي الاتصال وتكنولوجيا المعلومات قد وفرت فرصًا غير مسبوقة للإرهاب، كي يبث رسائله وأفكاره عبر الحدود دون عوائق أو قيود. وأظهرت الدراسة في ظل تكنولوجيا الاتصال اكتسب الإرهاب زخمًا واسعًا بسبب ما أتاحه له الإعلام من ذيوع وانتشار.
ولطالما كانت العلاقة بين الإرهاب والإعلام مثار جدل وخلاف، هل هي علاقة دعم أم علاقة مواجهة؟!و أن تراجع الصحف الإلكترونية تحديدا مواقفها حيال أدائها المهني في تناول قضايا الإرهاب بوجه عام، عبر تحري الدقة في نقل مثل هذه الموضوعات وتقديم المعلومة الكاملة للجمهور في إطار متوازن، يضمن تحقيق الموضوعية للمادة الصحفية ويعضد مصداقية الصحيفة والثقة فيها لدى الجمهور، فضلا عن عدم التوسع والمبالغة في نشر بيانات وتهديدات صادرة عن الكيانات الإرهابية من خلال شبكة الإنترنت، نظرا لما يتركه ذلك من آثار سلبية في نفوس الجمهور، وما قد يتركه الخوف لديهم من اندفاع نحو تبني أفكارهم والانخراط في صفوفهم.
وعن واقعنا العربي يشير الباحث إلى أن الثورة التكنولوجية التي شهدها القرن العشرين والتي أدت الى تغيرات خطيرة في شتى المجالات والتي تتجاوز أثارها السلبية آثارها الايجابية لا تعتبر ثورة عادية على الاطلاق باعتبارها في تطور هائل ومستمر فكل سنة تفوق ما قبلها بأضعاف من الانجازات في مختلف الميادين وعلى كافة المستويات ومن ثم يتضاعف الانتاج العلمي والمعرفي والتقني بشكل هائل حتى أصبحنا عاجزين عن متابعة ما يجرى حولنا.
كما أن مفهوم الأمن القومي من المفاهيم المرتبطة بالسياسات التي ظهرت في القرن العشرين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ التفكير في طرق تساهم في وقف وقوع الحروب، وتم التوصل إلى اعتماد تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
وخلصت الدراسة: الي ان استخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات للتعبير عن حالات الصراع بل هي أصبحت ساحة للصراع، كما أنها تستخدم في حل تلك الصراعات وتسويتها، وتغيرت أساليب الصراع مع ثورة التكنولوجيا والمعلومات
وأصبح الصراع التقني هو الأكثر ظهوراً، وساهم الطابع التكنولوجي في ايجاد طرق جديدة للصراع بديلة للحرب المباشرة بين الدول، حيث ساهمت الآليات التكنولوجية في مساعدة المنظمات والدول في التنسيق بين جهودها والتفاعلات فيما بينها الكترونيا بعيداً عن الاتصال المباشر.
وأدت الثورة التكنولوجية الى تغير شكل الحرب وأدواتها والفاعلين فيها مما ساعد على اختلاف درجة التهديد وآثاره وطبيعته ومصادره وظهور حرب الشبكات وحروب الفضاء الإلكتروني. عدم تسليم وسائل الإعلام بكل ما ينشر من قبل الإرهابين أو الجماعات المتطرفة على المواقع الإلكترونية، وعدم اعتبارها مصدرا من مصادر الإعلام الموثقة، مع التأكيد على ضرورة التناول الموضوعي البعيد عن التهويل أو الاكتفاء بمصدر واحد فيما يتعلق بتغطية مثل هذه الموضوعات.
وتأكيد أهمية دور وسائل الإعلام في بلورة استراتيجية للتصدي لمزاعم الإرهابيين، وتشجيع وسائل الإعلام على وضع قواعد إرشادية للتقارير الإعلامية والصحفية، بما يحول دون استفادة الإرهابيين منها في الاتصال أو التجنيد. وبما أن الإعلام بمختلف وسائله هو الذي يقوم بتغطية هذه القضية بشكل مستمر، فقد خلق ذلك نوعاً من العلاقة الشائكة بين الإعلام والإرهاب، حيث أصبحت تشكل هذه العلاقة سلاحا ذو حدين، ويتمثل الجانب السلبي لها في توظيف الجماعات الإرهابية لهذه الوسائل لنشر أيديولوجيتها وتجنيد الشباب وزعزعة أمن واستقرار الدول والمجتمعات، إضافة إلى استغلالها في الدعاية والترويج لنفسها لتحقيق أهدافها بسرعة وعلى نطاق واسع، وهو ما أعطى صفة العالمية لهذه الظاهرة.
لذلك جاءت هذه الدراسة : لتلقي الضوء على واقع السيادة الوطنية في ظل الاعلام الجديد، الذي تغير فيه مفهوم الحدود التقليدية التي كانت تعرفها الدول، بالإضافة الى ذلك فإن مفهوم وطبيعة الجريمة التي تعرفها تلك الدول قد تغيرت هي الأخرى من حيث المكان والزمان.
وقد رصدت هذه الدراسة الارهاب الالكتروني، وكذا الأطراف المتسببة فيها، والأسباب التي دفعتها لذلك، كما تناولت الدراسة استغلال الجماعات الإرهابية للفضاء الرقمي للترويج للأعمال الاجرامية التي تنفذها، وكيفية تعامل الدول ر على وجه الخصوص معها، من خلال تخصيص مراكز رصد لمواقعها.
وفي الأخير قدمت هذه الدراسة واقع مستقبل الأمن المعلوماتي في ظل الواقع الجديد الذي فرض آليات جديدة للتعامل من المجرمين الافتراضيين، كما قدمت الدراسة رؤية استشرافية لواقع أمن المعلومات.
المدخل: -
ثار جدلٌ في الآونة الأخيرة حول درجة التهديد الذي تمثله شبكات التواصل الاجتماعي للأمن القومي، حيث يؤكد البعض أن شبكات التواصل الاجتماعي تشكل مصدر تهديد صريح للأمن القومي، ويرى آخرون أن هذا تهويل للخطورة التي يمكن أن تمثلها شبكات التواصل الاجتماعي.
ولعل هذا الجدل يبدو مبررًا في إطار الدور البارز الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الثورات والانتفاضات التي شهدتها المنطقة العربية، والتي أدت إلى إسقاط عددٍ من الأنظمة في تلك البلدان، ومن بينها مصر، الأمر الذي يدفع إلى إعادة التفكير في مدى ما تُمثله من خطورة على الأمن القومي المصري في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، لا سيما مع استعانة الجماعات الإرهابية -وبشكل مكثف- بشبكات التواصل الاجتماعي كأداة للانتشار وحشد المؤيدين والتأثير على الرأي العام.
فإن شبكات التواصل الاجتماعي قد ساهمت في صناعة ما يسمي ثورات الربيع العربي.. ويكمن التهديد الأساسي في هذه الشبكات في أنه من الصعب جدا السيطرة على ما ينشر فيها مهما كانت الأسباب أو الوسائل المستخدمة، وأيضا في تكوين شبكات التواصل الاجتماعي للرأي العام.
وقد تصبح الحكومات مستقبلا دون صحافة تدعمها إذا اعتمدت على وسائل الإعلام التقليدي. ولا يكمن الحل في وضع قوانين وتشريعات جديدة تقيد هذا التوجه (كما كان مقترحا) بل في مواكبة الحكومات لهذا النوع من الإعلام.
والغريب أن دول الخليج والتي تناقش هذه القضية هي من بادرت عربيا إلى هذا التوجه ليس على مستوى الصحافة بل على مستوى مسئولي الدولة والمؤسسات الرسمية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ما صنع نوعا من التوازن بين مستخدمي هذه الشبكات والمؤسسات الرسمية على هذه الشبكات.
يشهد العالم وبشكل لم تشهده البشرية عبر تاريخها تطورا كبيرا ومتسارعا وواسعا في وسائل الإعلام والاتصال والتكنولوجيا، فقد أصبحنا نعيش اليوم في عصر الفضاء المفتوح وتنوع القنوات الفضائية وتعدد الوسائط الاتصالية، وهو ما أدى إلى تعاظم وتنامي أهمية تأثير هذه الوسائل في تشكيل الوعي الجمعي واتجاهات الرأي العام، وتغيير قناعاته وسلوكياته تجاه القضايا والمشكلات المطروحة في المجتمع، وتعد ظاهرة الإرهاب من أكبر وأخطر هذه القضايا التي أصبحت تشكل رهانا وتحديا كبيرين على المستويين الدولي والإقليمي، لما لها من انعكاسات على أمن واستقرار العديد من المجتمعات، خاصة في ظل فشل المقاربة الأمنية العسكرية للتصدي ومواجهة واحتواء هذه الظاهرة المعقدة، التي لا تزال موضع اختلاف من حيث تحديد مفهومها وطبيعتها، وتعدد أسبابها ومبرراتها ومصادرها وأنشطتها وأهدافها.
في حين يتمثل الجانب الايجابي لهذه العلاقة في استغلال مختلف وسائل الإعلام والاتصال والتكنولوجيا للتصدي ومواجهة الإرهاب، باعتبار النشاط الإعلامي على درجة كبيرة من الأهمية في ظل الاستراتيجيات الأمنية الحديثة.
وهو ما سعت إليه العديد من وسائل الإعلام العالمية والعربية، من خلال توعية الرأي العام والشباب خاصة إزاء ظاهرة الإرهاب والأفكار المتطرفة، وتوجيه المواطنين توجيها صحيحا نحو تبني سلوكيات تساهم في تنمية مجتمعاتهم، إضافة إلى نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، والعمل على كشف حقيقة هذه الظاهرة الخطيرة وأساليبها التي تزعزع امن واستقرار مختلف المجتمعات.
لكن تجدر الإشارة إلى أن البعد الايجابي لعلاقة الإعلام بالإرهاب قد يتحول إلى بعد سلبي، في حال تم توظيف مختلف وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بشكل خاطئ وغير فعال عند تناول هذه الظاهرة، حيث يصبح الإعلام داعما بشكل مباشر أو غير مباشر للأعمال الإرهابية، وهو ما سيكون له الآثار السلبية التي ستنعكس على الأمن القومي للدول.
مشكلة الدراسة: - لذلك فإن البحث في إشكالية علاقة الإعلام بالإرهاب والتطرف له مبرراته خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه والإرهاب الالكتروني.
ومن ثم فان اهمية الدراسة الراهنة تكمن في انها تسلط الضوء علي موضوع يعد من اهم المواضيع التي تغيب عن الباحثين علي المستوي الدولي والمحلي والاقليمي لان الارهاب الإلكتروني هو أحد الاستخدامات الغير سلمية للفضاء الإلكتروني، وهو نتيجة لتفاعل العالم المادي مع العالم الافتراضي، وكانت بداية استخدام كلمة “cyber terrorism” في دراسة ل ” بارى كولن” والذي توصل فيها الى أنه من الصعب الوصول الى تعريف محدد لظاهرة الارهاب الإلكتروني، وهذا المفهوم يشير الى استخدام الفضاء الإلكتروني كأداة لألحاق الضرر بالبنية التحتية سواء كانت” طاقة-مواصلات-خدمات حكومية” أي يشير الى الهجمات التي يستخدم فيها الكمبيوتر ضد الاقتصاد والحكومات.
ومن ثم فان الدراسة الراهنة: تحاول ان تبين عمق أهداف الارهاب الإلكتروني تكون غالباً أهداف سياسية وقد يأتي الارهاب الإلكتروني في صورة: تدمير نظم المعلومات لدى الخصم وافقاده القدرة على الحصول على المعلومات، شل قدرته على التواصل مع أعضائه عن طريق تدمير مواقعه الالكترونية، اختراق شبكات المعلومات الرسمية للوزارات والحكومات بغرض تدميرها أو الحصول على معلومات سرية.
لذا يتضح خطورة دور الإعلام في نقل للمعلومة؛ فتغطية الأحداث قد يكون سلبياته أكثر من إيجابياته؛ وهو ما يشير إلى أن الإعلام يمكن أيضا أن يكون له دور مضلل في تضخيم الأحداث وعرض أحداث غير حقيقية؛ مما يفاقم من حجم هذه الأحداث ويسبب البلبلة فيكون وسيلة للمساعدة في التخريب وانتشار الإرهاب بدلاً من مواجهته والقضاء عليه.
ومن هنا تظهر طبيعة العلاقة القوية والمتبادلة بين الإعلام والإرهاب فالإرهاب يستفيد من إمكانيات الإعلام. والإعلام يعمل على تضخيم الأحداث؛ فتحول الطرفان بهذه الصورة إلى عوامل مساعدة يدعم كل منهما الآخر. لعل ما يمكن إدراكه من الوهلة الأولى بأن فوضي التعامل مع قضية الإرهاب وعدم وجود استراتيجية أو أجندة إعلامية موحدة لذلك؛ قد يكون هو المتهم الأول في تفاقم الإرهاب وبلوغه ذروته ليتحول إلى أداة تهديد للعالم أجمع وليس دولاً بعينها. كذلك فإن الملحوظ على وسائل الإعلام أنها باتت تتعامل مع هذه القضية الخطيرة بشكل لحظي كتغطية عادية للأحداث فحسب؛ في حين أننا قد نفتقد وجود حملات إعلامية كاملة وومنهجة ومحكمة لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يمثل سلاحاً يهدد وجود البشرية بأثرها.
رغم ما يعرف عن الإعلام الغربي من استقلالية في تغطيته للأحداث والقضايا المتنوعة؛ إلا أن الأمر قد اختلف بشكل نسبي في هذه القضية خصيصاً. فمع زيادة حدة التفجيرات الإرهابية مؤخراً؛ بدأت حملات "الإسلاموفوبيا".
والتعليقات العنصرية تغزو بعض وسائل الإعلام الغربي، وتراوحت ردود فعل الإعلاميين والصحفيين الغربيين بين محاولات التخفيف والتهدئة من الانتقادات والإهانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين من اعتبرها مناسبة لإشعال شرارة التحريض العنصري.
أنت شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حديثاً في عمق دائرة ترويج ثقافة التطرف والعنف والإرهاب لتعبر عن أفكارهم الصاخبة المنحرفة.
اهداف الدراسة: -
1- أهمية تأثير الاعلام الجديد في تشكيل الوعي الجمعي واتجاهات الرأي العام.
2- اهمية وعي القائمين على الإعلام بمفهوم الامن القومي .
3- أسباب التحول إلى الإعلام البديل.
4- الارهاب الالكتروني ودورة في تهديد الامن القومي واستقرار الوطن
فرضيات الدراسة: -
تنطلق الدراسة الراهنة من فرضية رئيسية هي:
تأثير الاعلام الجديد عن القومي في ضوء الارهاب الإلكتروني عي امن واستقرار وتنمية المجتمع المحلي والاقليمي والدولي. من المهم جداً أن نبين الجدلية الأساسية لفرضية البحث المعروض أمامكم، وهذه الفرضية تقوم على الإشكالية الأساسية للأدوار الوظائفية في القرن الواحد والعشرين وخاصة تلك التي تمس كرامة الفرد وحياته، وتتمثل الأهداف القومية للرؤية الاستشراقية في تجسيد مفهوم إعلام الدولة والشعب،
والمحافظة على كيان الدولة ووحدة الوطن وسلامة أراضيه وحرية المواطنين وبناء جبهة داخلية متماسكة، والتمسك بالهوية المصرية والإسلامية للدولة وتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، وتحقيق التنمية الشاملة في كافة المجالات بما يحقق رفاهية المواطنين وتأييدهم لنظام الحكم ، ومواكبة جهود الدولة لبناء مستقبل مصر، والارتقاء بمستوى الرسالة الإعلامية .
ومنها الفرضيات الفرعية الاتية:
1-الفرضية الاولي : ما هو الاعلام الجديد في مفهوم الإرهاب الإلكتروني
2-الفرضية الثاني : مدي تأثير التفاعل عبر مواقع التواصل علي المتلقي وبخاصة فئة الشباب وردود افعالها تجاه مجتمعهم .
3-الفرضية الثالثة: المسؤولية الإعلامية ودورها في ملاحقة هذا الاعلام الجديد ومواجهة الارهاب الالكتروني .
منهجية الدراسة: -
تعتمد الدراسة الراهنة على منهجية المنهج التحليلي الوصفي في تحليل الاعلام الجديد والامن القومي (الإرهاب الإلكتروني نموذجا) ومدي تأثيره علي المجتمع وامنة القومي .
من الاهمية بمكان ان تستند البحوث والدراسات الي القواعد النظرية العلمية التي تساعد الباحث علي توجيه بحثه الي الاسباب التوضيحية والعوامل المفسرة ل (موضوع البحث) كما هي في دراستنا الراهنة .
اولا :- ما هو الإرهاب الإلكتروني
الإرهاب الإلكتروني عبارة عن عملية تتمثل في توظيف شبكة الإنترنت بوسائلها المختلفة والخدمات الإلكترونية المرتبطة من خلالها في نشر وبث واستقبال وإنشاء المواقع والخدمات التي تسهل انتقال وترويج المواد الفكرية المغذية للتطرف الفكري وخاصة المحرضة على العنف أياً كان الشخص أو الجماعة التي تتبنى
وتشجع كل ما من شأنه توسيع دائرة ترويج مثل هذه الأفكار المتطرفة؛ لذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر تأثيراً مباشراً في الأمن القومي للمجتمعات واستقرارها، ويظهر جلياً ذلك من خلال نموذج أحداث مجزرة نيوزيلندا حيث تحريض وعنف وبث الأفكار والاعتقادات المتطرفة،
لينتهي الأمر بمجزرة دامية جماعية بحق أبرياء ساجدين. إن تتبعا دقيقا لمجزرة نيوزيلندا يرى أن مرتكب الجريمة استخدم العنف المادي والعنف الرمزي، فالأول يلحق الضرر بالموضوع الذي يمارس عليه العنف من خلال عملية التهديد المباشر والممارسة الفعلية للقتل غير المبرر، أما العنف الرمزي فيلحق ذلك الضرر بالموضوع على المستوى النفسي بأن يكون في الشعور الذاتي بالأمن والطمأنينة والكرامة والاعتبار والتوازن، ويتمثل ذلك فيما قام به مرتكب الجريمة من اعتبار المهاجرين أعداء وغزاة يجب محاربتهم.
وما يظهر من تفاعل قبل وبعد المجزرة يرى أن لغة الخطاب في الفضاء الإلكتروني لليمين المتطرف وعناصره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والمجموعات الإلكترونية يتسم بالعدوانية والدعوة للقتل والعنف والانفعال مع الخصوم وتهيمن على موضوعاتهم لغة انفعالية عاطفية لا تقبل المخالف ولا تحاوره، وفي معظم الطرح الفكري لبعض هذه الجماعات يمكن ملاحظة الكثير من عدم الكفاءة الفكرية في قراءة حقائق الواقع وتغليب المنطق ولغة الحوار والخطاب المنهجي للأحداث.
- وسائل التواصل الاجتماعي وإعادة تعريف الإرهاب:
أدت التطورات التكنولوجية التي شهدتها وسائل الاتصال إلى دخول الإرهاب في حقبة جديدة، حيث ساهم هذا التطور في إعادة النظر في مفهوم الإرهاب وأشكاله ومقوماته؛ إذ تبين أن نمط الإرهاب الحالي لم يعد يأخذ شكل الإرهاب التقليدي الذي يتكون من تنظيم وهيكل متمركز في مناطق محددة، والذي كان من اليسير القضاء عليه، أو استهدافه، فبسبب تطور وسائل الاتصال وما لحقها من ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت التنظيمات الإرهابية عابرة للأوطان وللحدود، بشكل يصعب السيطرة عليها بغلق الحدود أو تأمينها، بعد أن أصبح تركيز هذه الجماعات منصبًّا على انتشار الفكرة، وتجنيد العناصر عن بعد وبشكل ذاتي من خلال شبكة الإنترنت، بل انتقلت معسكرات التدريب إلى العالم الافتراضي، فلم يعد يشترط تدريب الأفراد في معسكر تدريب على أرض الواقع في أحد الكهوف وفي قمم الجبال، بل يكفي العنصر الجديد المفترض أن يحصل على التدريب وما يريد من معلومات من خلال شبكة الإنترنت والمواقع الإلكترونية الخاصة بالجماعات الجهادية، وهو ما بات يُعرف اصطلاحًا بـ”الجهاد الشخصي”. أبسط دليل على ذلك إذا قمنا بالمقارنة بين حقبة الثمانينيات والتسعينيات، والتي دخلت فيها الدولة المصرية في مواجهة شرسة مع الجماعات الإرهابية تمكنت من القضاء عليها، من خلال توجيه عدد من الضربات الأمنية لقواعدها، وتفكيك البنية التنظيمية، والسيطرة على قيادتها، حتى تم إجبارها في أواخر التسعينيات على إعلان مراجعة الأفكار التكفيرية والمصالحة مع النظام، أما الآن،فإن الأخيرة تجد نفسها في مواجهة موجات إرهابية تنشط على الأرض انطلاقًا من قاعدة افتراضية، فلقد اختلف الوضع بعد أن أصبحت التنظيمات الجهادية شبكية وليست هرمية كما في السابق، فيما تُتخذ القرارات في الفضاء الإلكتروني، لتنفذ الأوامر على أرض الواقع بعد تلقيها عن بعد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. والأخطر من ذلك يتمثل في أن الفرد الواحد قد تحول إلى “منظمة إرهابية”، ما يعني أن انتشار الفكرة عبر الفضاء الإلكتروني لا يشترط لتطبيقها وجود مجموعة تتبنى هذه الفكرة، بل يكفي فرد واحد لتنفيذها، وهو ما يضعنا أمام افتراض ذي وجاهة.مفاده أن عددًا من التفجيرات التي تمت في مناطق مختلفة في مصر لا يشترط أن تأتي بناءً على أوامر مركزية من جماعة جهادية ما، في ظل ما بات يُسمى بـ”الجهاد الشخصي” في ضوء وجود العديد من المواقع الإلكترونية التي تُديرها عناصر وقيادات الجماعات الجهادية، والتي توضح محتوياتها الإعلامية كيفية إعداد قنبلة وتلغيم السيارات والمنشآت، كما توضح بعض هذه المواقع الإلكترونية كيفية سرقة الحسابات البنكية، وبطاقات الائتمان، بهدف توفير وتأمين التمويل اللازم للقيام بالعمليات التفجيرية.