السيد طوبا يكتب..الرحمة


الرحمة من أفضل الخصال التى يتحلى بها الانسان ونجدها أن نزعت من قلبه فقد تخلى عن آدميته ..والرحمة بالاضافة إلى أنها من صفات الخالق إلا أن كافة الأديان السماوية تحث على الرحمة والرفق بالأطفال والمرأة والكبار بل تمتد إلى الحيوانات و النبات.. ولا تقتصر الرحمة على جنسية أو عرق أو لون بل نجدها تشمل كافة البشر .
كتبت هذا المقال بعد مشاهدتى لحلقة تليفزيونية أذاعها التليفزيون الالمانى عن تجربة أجرتها احدى البرامج التليفزيونية بعدما وصلتها رسالة من أحد الطلبة الالمان عن طالب يمنى الجنسية يدرس ويعمل فى الجامعة وطوال خمس سنوات لم يتمكن من رؤية والديه لضيق ذات اليد وبسبب الحرب الدائرة فى اليمن فما كان من القناة إلا أن تبنت الموضوع وفى سرية تامة تكفلت باحضار والدى الطالب اليمنى من اليمن ودبرت مفاجاة سعيدة له، حيث قامت مقدمة البرنامج بدخول محاضرة يحضرها الطالب اليمنى وسألته عن أغلى أمنية يتمناها وطبعا أجاب الطالب برغبته الشديدة فى تدبير مصاريف السفر ليتمكن من رؤية والديه الذى حرم من رؤيتهما طوال خمس سنوات وهنا دخل القاعة والدى الطالب ولم يصدق الطالب عينيه وكان لقاءا مؤثرا دمعت له عيون الحاضرين وبالرغم من اختلاف الجنسية واللون والدين إلا أن رحمة منتجى البرنامج ومعديه لم تقف عائقا تجاه تحقيق أمنية غالية لاحد الطلبة البسطاء فى حق مشروع لرؤية أبويه.
كم اتمنى أن تتبنى الفكرة شركات الاتصالات والمياه الغازية وكبار المطورين الذين يجلدون المشاهدين باعلانات تتكلف المليارات يستعينون فيها بنجوم فن ورياضة يتقاضون الملايين فى حين أن تبنى مثل تلك الافكار الانسانية لتحقيق أحلام اناس بسطاء لا يأملون فى حياتهم سوى الستر وقضاء الدين والعلاج وأبسط المطالب والحقوق البشرية المشروعة وأنا على يقين بأن احتضان مثل تلك الافكار سيكون له أفضل مردود تسويقى وإعلانى على تلك الشركات فليس الهدف زيادة المبيعات فقط لكن هناك أيضا واجب مجتمعى للعطف على اليتامى واغاثة الملهوف وتبنى النوابغ وعلاج المرضى وتطوير القرى الفقيرة وتجديد المدارس والتبرع بأجهزة طبية للمستوصفات والمستشفيات وأتمنى أن يكون هناك من يستمع ويعى ويسعى لتطبيق ذلك والدال على الخير كفاعله.