خط أحمر
السبت، 27 يوليو 2024 09:01 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

منصور جبر يكتب: الحج قبل الإسلام

خط أحمر

منذ زمن قديم كان لكل قوم آلهة، ولهذه الآلهة أماكن يقصد لها للحج والتعبد تسمى (بيوت الآلهة) أو (معابد)، ويكون الحج بأدعية وبمخاطبة الآلهة وتوسلات لتقبل حج ذلك الشخص.

وفي زمن الجاهلية لدى العرب بمكة كان هناك ما يسمى أيضا (الحج الصامت)، أي أن الحاج لا يتكلم، ويظل صامتاً طيلة أيام حجه.

وكان موسم الحج لدى العرب في شهر ذي الحجة، وقد وردت نصوص بالمسند تدل على الحج بلفظ قريب من كلمة حج.

ولفظ (حج) من الكلمات السامية الأصلية، وقد وردت في كتابات مختلف الشعوب المنسوبة إلى بني سام، وكذلك وردت في أسفار التوراة. وهي تعني قصد مكان مقدس وزيارته.

كانت العرب في الجاهلية قبل الإسلام يحجون إلى بيت الله الحرام من جميع البقاع، سواء كانوا موحدين حنفاء، أو نصارى أو يهودا، فضلا عن الهنود والفرس والصابئة، يشاركهم في ذلك أهل مكة.

ولما انتشرت الأوثان في شبه الجزيرة العربية على يد عمرو بن لُحَي الذي أدخل الأصنام إلى الكعبة، تغيرت مناسك الحج، فأصبح بعضهم يطوفون حول البيت عُراة، وآخرين يسعون بين الصفا والمروة، وغيرهم يذهبون إلى جبل عرفات، ويذبحون الذبائح ويلطخون بدمائها جدران الكعبة تعظيما لها معتقدين أن ذلك تقرب إلى الله.

وكانت العرب تأتي سوق (عُكاظ) مدة عشرين يوما من أول ذي القعدة، يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد، ثم تسير إلى سوق (مَجِنَّة) فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة، ثم تسير إلى سوق (ذي المَجَاز) فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها، فإذا كان يوم التروية تزودوا بالماء وارتفعوا إلى (عرفة) هذا بالنسبة للتجار الذين كانوا يأتون هذه المواضع للتجارة.
أما بالنسبة لغيرهم فقد يقصدون الحج في أي وقت شاؤوا ثم يذهبون إلى عرفة للوقوف موقف عرفة، يقصدها (الحِلَّة) وهم الذين يأتون من الحِل، أما (الحُمْس) وهم قريش الذين بمكة فيقفون بنمرة، ثم يلتقون جميعاً بمزدلفة للإفاضة.

وكان أهل مكة إذا خرج أحدهم من بيته يريد الحج، تقلد قلادة من لحاء شجر السَّمُر؛ دلالة على ذهابهم إلى الحج، أي يجعلونها في رقابهم. فيأمن حتى يأتي أهله. وذُكِر أنه كان يقلد نفسه وناقته، فإذا أراد العودة عادوا مقلدين بلحاء السمر.

وروي أنهم إذا أرادوا الحج مقبلين إلى مكة يتقلدون من لحاء السمر، وإذا خرجوا منها إلى منازلهم منصرفين منها، تقلدوا قلادة شعر فلا يعرض لهم أحد بسوء، وهذا من تعظيم الناس للبيت ولحرم الله وقاصديه.

روى الطبري في تفسيره عن عطاء في قوله: {ولا الهَدي ولا القلائد}، كان المشركون يأخذون من شجر مكة من لحاء السمر، فيتقلدونها، فيأمنون بها من الناس، فنهى الله أن ينزع شجرها فيتقلد. والله أعلم.

وذكرت كتب التفاسير والسير أن الناس في الجاهلية كانوا إذا قضوا مناسكهم وفرغوا من الحج، وذبحوا نُسُكَهم يجتمعون فيتفاخرون بمآثر آبائهم، فيقول بعضهم: كان أبي يطعم الطعام، ويقول بعضهم: كان أبي يضرب بالسيف، ويقول بعضهم: كان أبي جَزَّ نواصي بني فلان. يقولون ذلك عند "الجمرة"، أو عند البيت، فيخطب خطيبهم ويحدث محدثهم.

أو أنهم كانوا إذا قضوا مناسكهم وأقاموا بمنى قعدوا حِلقًا، فذكروا صنيع آبائهم في الجاهلية وفعالهم به، يقوم الرجل، فيقول: (اللَّهُمَّ إنَّ أبِي كانَ عَظِيمَ القُبَّةِ، عَظِيمَ الجَفْنَةِ، كَثِيرَ المالِ فَأعْطِنِي مِثْلَ ما أعْطَيْتَهُ).

فَلا يَذْكُرُ غَيْرَ أبِيهِ، وما شاكل ذلك من الأقوال.

فجاء الإسلام وأنزل الله تبارك وتعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}.

منصور جبر الحج قبل الإسلام خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة