خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 05:09 مـ
وزير الخارجية والهجرة يشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر لمنظمة...بالقرعة العلنية السابعة.. وزير الإسكان: تخصيص 650 قطعة أرض للمواطنين...الطقس غدا.. ارتفاع فى درجات الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة...وزير الاتصالات يغادر إلى طوكيو للمشاركة في فعاليات مؤتمر ”سوشى...رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف الحالي لبرنامج الطروحات الحكوميةوزير التعليم ونظيرته اليابانية يتفقدان مدرسة السويدي الدولية للتكنولوجيا التطبيقية...وزيرة التخطيط لـ رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: البنك...المركزي للإحصاء: 6 ملايين شخص مستفيدون من الإيجار القديممدبولي: مصر أكبر دولة عمليات للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية...ننشر جداول امتحانات الطلاب المصريين في الخارج من الابتدائية حتى...وزيرا ”الإنتاج الحربي” و ”الزراعة” يشهدان توقيع اتفاقية للاستفادة من...وزير الأوقاف: تدريب الأئمة وتزويدهم بالوعي لمواجهة الفكر المتطرف
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد موسي يكتب .. كلام في السعادة

خط أحمر

تعتبر السعادة مطلب ورغبة وحاجة أساسية يبحث عنها الجميع ويتمنى تحقيقها في مختلف المجالات ،ومنهم أنا أيضاً ، وكل إنسان له نوع خاص من السعادة وحسب ما يريدها وكما يراها، قد تكون السعادة بالنسبة لشخص ما هي جمع المال والعيش برخاء والتمتع بواسطته في كل شيء بالحياة مثل شراء السيارة الفخمة ، أو  شراء الملابس باهظة الثمن وغير ذلك

وربما قد تكون السعادة  لشخص أخر هي القرب من الحبيب والتفكير بشكل عملي وجاد في إكمال الحياة معه بنهاية علاقة  تتكلل بالزواج ، وقد تكون السعادة لدي شخص ثالث هي ، بإستكمال التعليم والحصول على أعلى المراتب العلمية أو تقلد بعض المناصب ، ولكن السعادة الحقيقية تكمن في علاقة حب حقيقية يتوج الشريكين حياتهما بها ومن خلالها يأتي ويتحقق كل ماسبق ، ولكن ما هو الحب الذي يحقق كل ذلك في جملته وتفاصيله كما أريده وأراه ؟ .

من وجهة نظري المتواضعة هو الحب الذي يأتي كالسكتة القلبية فيشل الجسد والروح وبملئ العقل وهو الذي يطلق عليه  " الحب من أول نظره " ، فمنذ فترة مضت كتبت مقال تحت عنوان " كلام في الحب " وبه صنفت من وجهة نظري المتواضعة أنواع الحب وكان من بينها " الحب من اول نظرة " والذي أعتبره سؤال يحير الكثيرين ... فما هو الحب من أول نظرة ، وهل هو حب حقيقي و يستمر ، أم أنه مجرد إعجاب و ليس حب يدوم للأبد ؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها ومن واقع تجربة لم تكن علي البال أو الخاطر .

الحب من أول نظرة وقد " جربته بشكل شخصي " هو من أعمق أنواع الحب وأكثرها تأثيراً بالنفس التي تحب فهو يعبر عن التصاق عميق لروحين باسم علاقة الحب العفيف البريء الخالي من أي رغبة أخري وحتي إن وجدت هذه العلاقة الحميمية فهي ترجمة لمشاعر جياشة لم يستطع أحد الأطراف كتمانها وهذا ليس ببغيض لأنه لا يعد رغبة دونية .

الحب من أول نظرة يعتبر ، هو الحب الذي تعجز من خلاله الكلمات عن التعبير عن معانيها الجميلة فتتولى لغة العيون الحديث وحدها لتأسر أصحاب هذا الحب الطاهر بلهيب تلك النظرات ، يدوم ذلك النوع من الحب بدوام محبتنا للمحبوب ، وكل طرف من أطرافه يجعل الأخر أميراً في مملكة الحب وفي حالات كثيرة و قصص حب متنوعة نسمع عنها يجعل " الحب من أول نظرة " القلبين يفيضان حناناً وعشقاً متناسيان هموم العالم و ما فيه من أحقاد وتناحر وتصارع ومصالح .

هناك إجابات أخرى هل هو حب أم إعجاب ؟ ، بالقطع هناك خيط رفيع بين الحب والاعجاب ، فكم من المشاعر التي شعرنا بها والعلاقات التي دخلناها ولم نكن نعرف إن كانت تلك هي مشاعر حب أم إعجاب، فالإعجاب بشخص ما يأتي بسبب الإنجازات، والنجاحات ، والسلوكيات ، والفكر والمعرفة التي حققها ، وعندما نعجب بشخص ؛ نريد أن نكون مثله ونعتبره قدوة و مثل لنا وحتي هذه اللحظة لا يمكن أن نوصف ذلك بأنه حب أو نوع من أنواع الرومانسية .

فنحن عندما نحب شخصاً ما نحبه مهما كان ،وقد يكون هذا الشخص فيه بعض من الصفات التي تم ذكرها أعلاه و قد لا تكون هذه الصفات به ، وبعد ذلك في بعض الأحيان يحدث تداخلاً بين الحب  والإعجاب فالشخص الذي أعجبت به أصبح قابلا للوصول اليه ، أنها مجرد مكالمة هاتفية كفيلة بأن يتحول الإعجاب إلى مشاعر أخرى قد تكون مشاعر الحب أو لا تكون في حالة رفض الطرف الأخر لفكرة تطوير العلاقة من إعجاب إلي حب .

لقد شهدنا بالفعل وقرأنا الكثير عن تلك القصص وهنا يبدأ الصراع بين الحب والإعجاب فكيف تعرف إن كنت في حالة حب أم إعجاب ؟!!.

وهذا هو السؤال الأهم والذي ألخصه لكم في عدة كلمات نابعة من قلبي وقد تعايش الإعجاب وذاق طعم الحب دفعة واحدة عندما أحببت من أول نظرة وأصبحت متيم بها ، فأول هذه الأشياء عندما ترى الشخص الأخر إن كان قلبك يخفق بشدة فأنت في حالة حب أما ان كنت مرحباً فقط فأنت في حالة إعجاب ،هذا بالإضافة إلي عندما تنظر لعيونه إن إحمر وجهك خجلاً أو شعرت ببعض الإرباك وهرب منكك الكلام وتلعثمت وتلخبطت وأخطأت ، فأنت في حالة حب أما إن إكتفيت بالإبتسام له فقط  فأنت معجب به فقط .

ويضاف إلي هذا إن كنت لا تستطيع البوح بكل ما يجول بخاطرك أمام الشخص وترتبك ويضيع منك الكلام فأنت تحبه ، وعندما يكون الشخص الآخر أمامك حزينا وتحزن كثيراً بسبب حزنه فأنت تحبه حتي لو لم تعبر له عن ذلك ، وإن كنت معجب به لن تحزن كثيرا ولن تنسى الفرح بسبب حزنه ولكنك ستتعاطف فقط معه .

أشياء كثيرة يرى فيها الإنسان أسباباً للسعادة ، لكن السعادة الحقيقية تكمن في أن يكون قلب الإنسان عامراً بحب الله سبحانه و تعالى ، فيعيش المرء براحة و طمأنينة و رضا وقناعة بمن يحبه ، فلا يلتفت كثيراً للأشياء المادية أو لتفاصيل قد تكون صغيرة ولكنها يمكنها أن تنهي الحياة ، لأن السعادة الحقيقية هي في راحة البال والصدق والتواضع والإحتواء ومن ثم في كنف الحبيب ، فمن ينتظر الحصول على كل شيء دون أن يقدم شئ ليصبح سعيداً، لن يحصل على السعادة في أي شيء لأن السعادة لا تهبط علينا من السماء بل نحن من يزرعها في الأرض ،وهنالك صفات كثيرة تأتي ضد السعادة ، وعلى رأسها تقف الأنانية وحب الذات والعناد والتكبر والمغالاة وقت الإختلاف  .

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط وإنما، كن قانعاً بما عندك وراضياً عن ما أنت عليه وأنظر إلى من هو أقل منك في النعم ، ومن هو أكثر منك في البلاء وبذلك تنعم بالسعادة والهناء ،أي أن تكون قنوعاً بما عندك فتكن سعيداً ،وتذكر لحظات فرحك في ساعة الكارثة حتى لا تيأس وتذكر ساعات شقائك في لحظات الفرح حتى لا تغتر .

فالمسلم به أن أفضل حالات السعادة هي ما تنسجم مع عقلك وقلبك وجوارحك ، فكن سعيداً و أنت في الطريق إلى السعادة ... فالسعادة الحقة هي في المحاولة وليست في محطة الوصول ، فالسعيد يرى الحاضر أفضل أيامه ، والمتفائل يرى مستقبله أفضل من حاضره ، أما المتشائم فينظر إلى الماضي باعتباره أفضل الأيام ، ولا يرى مستقبله إلا قاتماً وهذا ليس صحيحاً لأن الماضي لا يعود أبداً  .

والثابت هو أن من يسعي للحصول على كل شيء ليصبح سعيداً ، لن يحصل على السعادة في أي شيء ، ومن الضروري لكي تصل إلي السعادة الحقيقية ، لا تسمح لأحد أن يأخذ الأولوية في حياتك ما لم تكن أنت أيضاً الأولوية في حياته ولا تسمح لنفسك أن تكون خياراً ثانوياً في حياته بل عليه أن يجعلك خياراً وحيداً وأساسياً وخلاف ذلك فلا تنتظر منه سعادة  ولكن هذا مشروط بأنك أيضاً تفعل وتنفذ هذه الأشياء وإلا عدنا إلي مربع الأنانية الذي يتنافي مع أن الحب أخذ وعطاء فلايوجد حب يبني علي الأخذ فقط ولكنها علاقة تبادلية .

عزيزي المشتاق إلي السعادة لا تبحث عن سعادتك في الآخرين ولكن تشاركها مع نصفك الأخر وتسابقوا نحو توفيرها لبعضكما ، وإلا ستجد نفسك وحيداً وحزين ، بل إبحث عنها داخل نفسك ، وستشعر بها مادمت في عصمة حبيب ، فالسعادة دائماً تبدو ضئيلة عندما نحملها بأيدينا الصغيرة ، لكن عندما نتعلم كيف نتشارك فها ، سندرك كم هي كبيرة وثمينة ،ونصيحتي الأخيرة لكل من يبحث عن السعادة ،كن سعيداً وأنت في الطريق إليها ولا تضيعها ربما لا تأتي إليك مرة أخري مهما صورت لك الظروف فأنها ستكون شكلية ، فالسعادة الحقة هي في المحاولة وليست في محطة الوصول ... وإلي لقاء أخر ومناقشة موسعة في معاني كلمة " الطيبة " هذه الكلمة المكونة من ست أحرف ولكنها تحتاج في وصفها إلي ست أيام .

 

محمد موسي كلام السعادة الحبيب التفكير شكل عملي
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة