سألنى العديد من الأصدقاء لماذا قررت فى هذه المرحلة العمرية أن تكتب مقالات، حقيقة الأمر إنه لم يخطر بباليّ قط كتابة مقالات إنما خواطر ولكن نائبة رئيس تحرير الموقع وهى ابنة عزيزة شجعتنى وتلمست فى بارقة أمل أننى أجيد الكتابة وقد صارحتها بأن قلمى حر ومن المؤكد أنه سيغضب المسئولين ومريديهم لكنها شجعتنى وطلبت أن أكتب كل ما يخطر ببالي دون قيود أو خطوط حمراء.

عندما فكرت فى الأمر وجدت دوافع أخرى تدفعنى للكتابة فقد من الله على بالدراسة فى أكبر الجامعات المصرية والأمريكية والبريطانية كما خصنى بفضله بالتعامل مع أكبر المكاتب الاستشارية المحلية والمطورين العقاريين فى عالمنا العربى وسافرت لبلدان عديدة من كافة القارات وتعاملت مع أكبر المكاتب الاستشارية العالمية وشركات المقاولات الكبرى وشركات إدارة المشروعات متعددة الجنسيات.

أحمد الله أنني أنجزت فى حياتى المهنية والأكاديمية الكثير وربما ما لم أكن أحلم به أو أخطط له لكن يسرها ليّ الله ووجدت أن من واجبى الأخلاقى والمهنى أن أفيد الآخرين بتجاربى الناجحة والفاشلة لأننا لابد وأن ننقل أمانة ما تعلمناه للآخرين، ولهم إما الاستفادة أو إهمال ما أكتب ولكنها فى النهاية وديعة يجب ردها للأجيال الحالية والقادمة.

سألنى البعض لماذا لا تكتب فى تخصصك من عمارة وتخطيط استراتيجى وحفاظ على التراث والتطوير العمرانى ووجدت أن تجارب الحياة تتخطى أن يحصر الإنسان نفسه فى نمط واحد من الكتابة فقط للمتخصصين لأنه بالتأكيد هناك من هم أعلم منى فى تلك التخصصات ولكن والحق يقال فإن سنوات دراستى فى أمريكا كانت من أفضل سنوات حياتى وتعلمت منها الكثير فليس السفر هناك بغرض تحصيل العلم فقط ولكن تقييم الطالب فى نظام التعليم الأمريكى يبنى على عوامل أخرى منها دوره المجتمعى ومشاركاته مع الآخرين وايجابيته فى حل المشاكل والعمل بروح الفريق وتقبله للرأى والرأى الآخر وتعلم أصول الحوار والانفتاح على الثقافات الأخرى وتقبل المذاهب والديانات المتعددة أو حتى من لا دين لهم.

الجامعات في أمريكا عبارة عن خلية نحل لا تهدأ وهناك اهتمام بكافة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والدينية والترفيهية ولا يكاد يمر يوم دون وجود حدث ما أو استضافة متحدثين وخبراء فى جميع مناحى الحياة ومناظرات ولمست الفارق الشاسع بين نظام التعليم فى أمريكا عن بريطانيا فالأول أفضل بمراحل عديدة وسوف أتطرق لها فى مقال مستقل ووجدت إنه من الأجدى كتابة خواطرى وتجاربى وتقييمى للأمور من وجهة نظرى المتواضعة لعل هناك من يقرا ويستفيد ويفيد داعيا أن يتقبلها منى الله كصدقة جارية.