المهندس السيد طوبا يكتب.. بريق المنصب


يتعرض من تولى منصبًا هامًا لتهافت المنافقين وتحلقهم حوله فإذا ابتسم عمتهم الفرحة وإذا قال دعابة سمجة قهقهوا وانكفوا على وجوههم من كثرة الضحك وإذا تحدث أنصتوا وأمنوا على كلامه حتى لو كان ترهات بدون أساس وإذا هم بفعل شيء تسابقت الشلة إياها لتيسير أموره وإذا أعرب عن رغبته فى قضاء مهمة خاصة به أو أحد أفراد أسرته تسارع الجميع لمساعدته بكل إخلاص وجدية مستخدمين شبكة معارفهم لإنجاز مهمة معاليه.
منهم من يستمر فى المديح والإطراء على كل خطوة خطاها سيادته وكل فكرة تصبح عبقرية وبعضهم يعرب عن عميق امتنانة لصداقة معاليه بل ويبدون كل الاستعداد لفداء معاليه بأولادهم وأعينهم وتستمر تلك المسرحية الهزلية طالما يعتلى معاليه المنصب حتى تحين لحظة غما خروجه على المعاش أو تركه لمنصبه فتنشق الأرض وتبتلع تلك الشلة المنافقة ويختفى من أرادوا فداءه بأرواحهم وتتعطل جميع هواتفهم بل وتصاب بالسكتة القلبية، تلك التى طالما صبحت معاليه وأمسته بالأحاديث والسؤال على صحته ومزاجه.
وتنكشف الغمامة لمعاليه السابق إذا حدث وطلب خدمة من أحدهم تحجج بأي حجة واهية وأصبح اليسير سابقا صعب التحقيق الآن لكن دائما ما يستمر الأوفياء فقط فى السؤال والاطمئنان وهؤلاء غالبا ما يكونون خارج الشلة إياها والعجيب أن ينقلب عليه أقرب المعاونين ويقذفونه ويسبونه ويهونوا من انجازاته بل وينكروا علمهم بكل ما ما فعله بالطبع أمام العريس الجديد صاحب المنصب الرفيع ويحاول من يحاول أن يظهر سابق دوام معارضته لسياسات الرئيس القديم ووصفها بالفاشلة والتى كانت ستقود الشركة أو المؤسسة إلى خراب حتمى لولا ستر الله ووصول رسول الإصلاح والتنويرالجديد فيعرب عن تأييده المطلق لكل أفكار العبقرى الوافد حديثا.
وتستمر نفس المأساه مع كل صاحب منصب جديد وتدور عجلة التصفيق والتهليل والتكبير والنفاق طالما بقى الجديد فى موقعه لذا على كل من يتولى منصبا هاما الاحتراس من تلك الحشرات المتسلقة والتى تزخر بها كافة الشركات والوزارات والهيئآت الحكومية وحتى القطاع الخاص وعلى كل إنسان مراعاة ربه وضميره فيما يفعل وألا ينخدع بتلك الأبواق الصاخبة والنباتات المتسلقة ويوقن أن عمله الصالح بكل إخلاص وضمير فقط هو الذى يستمر ويدوم ويحضرنى دائما كلما شاهدت مثل تلك النماذج من البشر قول الشاعر: لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب...لا تحسبن برقصها تعلو أسيادها...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب.