فريهان طايع تكتب.. ”كلنا إسراء غريب.. بطلة موقعة الجهل”


لا زلنا نعاني من ظلام العصور الوسطى، الذي لم يستطتع الشرق الأوسط الخروج من غياهبه حتى الآن، العالم يتقدم من حولنا بسرعة فائقة، ونحن تركنا أمرنا إلى القدر، علينا أن نبدأ قبل أن نصبح لقمة سائغة لمن حولنا، لكن المجتمعات الشرقية التى لازالت تدفن الفتاة و كأنها وصمة عار دون ذنب، بأي عدالة حكمتمم عليها، من الجهل أن تدفع ابنة الواحد و العشرون إسراء غريب حياتها بسبب جهل الأفكار و بسبب حسد الحاسدين و كيد الكائدين.
و من منا له صلاحيات ليحكم على الناس؟ و بأي أساس و بأي مقياس؟ إلى متى سوف يدفع البنات أعمرهم ثمن تخلف وجهل، سواء زواج قاصرات، أو قتل، أو تعذيب دون سبب، إلى متى سوف يدمر الجهل حياة الكثيرات؟ إلى متى سوف تستمر هذه العقلية؟ يا سادة من لا يرحم لا يرحم أين الرحمة يا بني البشر؟
ضرب و إهانة من كل أفراد عائلة لـ "إسراء" حتى شقيقها، بأي حق فعلت هذا؟ ومن أين يستمد شرعية التدخل في حياتها؟ أين نحن في عصر التسامح؟ أم لا زلنا في الجهل، والغاب وقانونه سائد بيينا، يأكل القوي الضعيف، ليس هذا الإسلام الذي احترم المرأة ووقرها وأوصانا بها في حجة الوداع، آن الآون لاستراجع تراثنا الديني الذي أهمل كي نفهم ونعي تعاليم الدين السمحة.
إسراء، تعرضت للاعتداء والإهانة بوحشية من والدها وشقيقها دون رحمة حتى في المستشفى التى كانت تتعالج فيها إثر ضربها الذي أدى إلى حدوث عدة كدمات متفرقة بأنحاء جسدها، وعنف العائلة لم ينتهي عند هذا الحد بل وصل إلى حد المستشفى و من ثم قتلت بكل وحشية وبدم بارد.
جريمة قتل لا يقبلها الشرع ويرفضها ويجرمها، قتلت بحجة الخوف من الفضيحة و العار، هذا الوضع لا يختلف عن أيام الجاهلية عندما كانت تدفن الرضيعة خوفا من وصمة العار، تبا لجهل العقول لم تتغير، عقول أغلقت بأقفال ضاع مفتاحتها، دمرت كل معاني الرحمة و الحب بين الناس.
جريمة قتل في القرن الواحد عشرين من أجل غسل العار و أي عار فعلته هذه المسكينة في فلسطين لا زال التخلف يسيطر على عقول بعض العائلات لا زالت فكرة القبيلة مهيمنة، هذه عائلة الغريبة في بيت لحم ارتكبت جريمة قتل بشعة لا يمكن أن يعرفها الكون في حق ابنتهم، والجريمة سطرت تحت عنوان "خرجت مع خطيبها و أخته فجلبت العار و الخزي للأهل" فكان الحل هو القتل برافو أيها المجتمع الرجعي الجاهل.
لن نصمت ولو لبرهة عن هذه الجريمة "كلنا إسراء غريب" وهذه القضية ستكون قضية رأي عام و صوتها لن يسكت يكفي عذاب هذه المسكينة التي فقدت حياتها و هي تصرخ كونها بريئة و كونها ابنتهم وهمهم همها و شرفهم شرفها و كنيتها كنيتهم و دمها دمهم.
أي دين يأمر بهذا؟، ألم يأمر الله و رسوله بالرحمة!، ألم يوصيكم الرسول ببناتكم خيرا و إحسانا!، كل ذنبك يا إسراء أنك فتاة تعيش في وسط مجتمع وحشي، قد تدمرت كل أحلامها وبما فيها الفستان الأبيض الذي كانت تحلم أن ترتديه لفارس أحلامها الذي أحبته فماتت و لبست كفن أبيض و ليس فستان زفاف و جلادها يكون أهلها ،دمها، أقرب الناس إليها.