خط أحمر
السبت، 20 أبريل 2024 01:43 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. مجلس أعلى لبناء الإنسان

خط أحمر

يحتاج مشروع بناء الإنسان المصري المعاصر في تصوري إلى مجلس أعلى لبناء الإنسان  يكون دوره فوق الوزارات والهيئات والحكومات المتعاقبة، ويستمر في أداء مهمته الحضارية الملحة بتفويض مباشر من المواطن المصري الشريف، يتكون من المتخصصين المستنيرين والمثقفين ثقافة عصرية متطورة ويجمعون بين الأصالة والمعاصرة، يناقشون ويحللون ومن ثم يصلون لحلول جذرية لمشاكل حقيقية راهنة في تركيبة الإنسان المصري الحالي لا يستطيع منصف إنكارها، ومن أشهرها على سبيل المثال غياب القدوة المناسبة للعصر، والاختلاف في مفهوم الخطاب الديني ، وثقافة الزيادة السكانية، ومجانية التعليم الوهمية  ومأساة الدروس الخصوصية، وإعاقة الموظفين في الحكومة، والفساد والرشوة ومشاكل المحليات ، والتنفيذ البطئ للعدالة المفترض أنها ناجزة ومنجزة ، وصعوبة تنفيذ الأحكام، وسيطرة ثقافة التوكتوك والثمناية وتحدي نظم المرور، وانتشار المخدرات وحوادث الطرق المتعددة، وغسيل المخ الممنهج والإعلام المشبوه، ومشكلة الدعم الذي يستنزف ميزانية الدولة دون الوصول لمستحقيه الحقيقيين، وغيرها الكثير من المشاكل الموروثة على مرالعقود الماضية المتعاقبة.

لكن رغم  كل تلك السلبيات والمشاكل المحبطة فإن معدن الإنسان المصري الأصيل يظهر في الملمات ، ليعيد بناء نفسه ويحاول جاهدا معالجة مشاكله والتغلب عليها بكل الطرق المادية والمعنوية .

ويظل السؤال معروضاً للمناقشة هل هناك حلول قابلة للتنفيذ يشارك فيها أفراد المجتمع عن قناعة وفهم وتحمس كي نعيد بناء بلدنا بالسرعة المعقولة والكفاءة المطلوبة ؟؟

نعم بالقطع توجد حلول كتبها وعبر عنها الكثيرون من المفكرين وأذكر على سبيل المثال  كتاب ( وصيتي لبلادي ) للعبقري د. إبراهيم شحاتة ويحوي عشرات الحلول لمشاكلنا ورغم تطور المجتمع وتضخم مشاكله فما زالت أفكار هذه الوصية قابلة للتنفيذ وعصرية الفكر والثقافة.

وهناك مئات الكتب والأفكار والرموز الملهمة للشباب والتي تمثل قدوات حقيقة للتطور والبناء والازدهار، وسوف نناقش في مقالات قادمة كل عنصر سلبي أو إيجابي لخصناه في عجالة في هذا المقال  من أجل بناء الإنسان معنوياً ومادياً ونستعرض أمثلة من تلك الرموز المضيئة في سماء الثقافة  والهوية المصرية.

فما زالت مصر تمتلك القوى الناعمة الثقافية العظيمة من فنون تعبيرية وتشكيلية ، وأدب وشعر ومسرح وسينما ودراما وموسيقى ورياضة  ، وما زالت تمتلك مقومات القوة المادية من أصول صناعية وعقارية وأراضي شاسعة وبحرين ونهر  قابلين  للاستثمار والازدهار،  ولديها  رجال أشداء مخلصين يقدمون أرواحهم فداءً لبلدهم من الشرطة والجيش القوي المتطور الذي يسابق الزمن من أجل الحفاظ على مقدرات مصر وشعبها وأرضها وتاريخها.  

ولا يستطيع منصف إنكار أن هناك محاولات جادة مخلصة تجرى الآن بكل شفافية  لإصلاح ما أفسدته حقب سابقة من الحكم رسخت للفساد وللرشوة والمحسوبية وشجعت على الاتكالية وعدم الإنتاج والتنطع الديني الشكلي، ونقلت ثقافة الصحراء والبادية لمجتمع نهري حضاري متجذر في التاريخ، وكونت عبر سنوات طوال دولة عميقة جداً ذات شبكات متعددة مترابطة معاُ فاسدةً عمقاً ومتدينةً شكلاً، لا يستطيع أي نظام حكم مهما أوتى من قوة وإرادة ورغبة مخلصة في التغلب عليها إلا بتعاون أفراد المجتمع كله في محاربة كل تلك السلبيات واقتناعهم بجدوى التخلص من تلك السلبيات ومن هنا تأتي أهمية إعادة بناء الإنسان علماً وخلقاً وحضارةً  الذي بدوره  يعيد بناء مجتمع يستحق أن يكون نواةً لبناء دولة عظمى بكل المقاييس والمعايير الدولية المعاصرة.

إبراهيم المدني مجلس أعلى لبناء الإنسان خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر