خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 07:06 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد موسي .... يكتب ... رسالة إلي زوجتي الراحلة بعد عام من رحيلها

محمد موسي
محمد موسي

في مثل هذا اليوم من العام الماضي رحلت زوجتي ورفيقة عمري وحبي الكبير عن دنيانا ، شعرت بحزن وحسرة لم ينتابني مثلهما من قبل ، كنت متمسك بالدعاء لزوجتي وهي تصارع الموت وهي طريحة الفراش لقرابة ستة أشهر قضتهم بإحدي المستشفيات ، لاقت خلالهم كل ألوان الألام والوجع ولكن كانت تتمسك بالحياة من أجل أسرتها الصغيرة من أجلي ومن أجل إبنينا .

فعلت كل ما بوسعها لكي تظل أكبر فترة ممكنة بيننا ، وفعلت كل ما بوسعي لتبقي بيننا حتي إن لم تتحرك تعلمت الصبر مع مرضها الذي إمتد قبل دخولها للمستشفي عدة سنوات ولكني كنت علي أمل الشفاء كنت أدعوا لها ليل نهار في كل صلاة وبكل ركعه وبكل سجدة بين يد المولي كنت أدعوه ، حتي يتغير ، قدر رحيلها ، الذي عملت له ألف حساب ولكن القدر كان أقوي وكانت إرادة المولي عز وجل التي قضت بفراق أعز الناس عن الدنيا بعد معاناة لا يطيقها بشر .

حبيبتي في مثل هذا اليوم تلقيت خبر رحيلك وكان كالصاعقة التي أفقدتني توازني وهزت كياني ولم أستطع حتي الأن لملمت نفسي ، أو التعايش مع الحياة وقد تلمست ذلك في كل طلعة شمس تأتي علينا وأنت لست بيننا .

زوجتي الحبيبة ؛عام كامل مر علي رحيلك ولا أدري ولا أعلم كيف مر بكل ما فيه من مآسي ووجع ولكن كل ما أعلمه وأعرفه جيدا هو أنك قد فارقتينا ولم تعد بيننا بجسدك ولكن المؤكد أن روحك الطاهرة متواجدة وبكل قوة فلا تفارقنا لحظة ولا نغفل دورك بيننا يوما .

بعد رحيلك وخلال عام كامل كنت أفكر خلاله كيف سأستمر بدونك في الحياة فكانت البداية هي أن أستمر في إستكمال رسالتنا معا تجاه إبنينا حتي أصل بهما إلي بر الأمان الذي كنا نتمناه لهما ، وخلال تحملي لهذه المسؤولية الكبيرة بمفردي تيقنت كم كنت عظيمة وكم كنت تقدمي لي ولأبنينا وكم كنت تتحملي مشقة وصبر لا ينفذان وأنت تديري كل شؤون حياتنا بإقتدار وحكمة لم أصل إليهما بعد ، رغم كل خبرتي .

في كل زيارة أقوم بها إليك أعود بعدها مستمد منك قوة كبيرة تدفعني خطوة جديدة للأمام وتحفزني علي تحمل المسؤولية وقيادة الدفة ولكن عندما يسرح بي تفكيري فيما نعيش فيه أتيقن بأن كل ما اسعي لتحقيقه بدون وجودك صعب ولكنه ليس بالمستحيل فروحك الطاهره تلوح في الأفق ودائماً حولي وحول إبنينا ، أحاول بكل السبل السير في نفس الإتجاه الذي كنت تسيري فيه بنا .

حبيبتي أوجعنا غيابك ... عام مضى ونحن لا نكاد أن نصدق ولَم نستفيق من الصدمه رحلت ورحلت معك البسمه من كل ارجاء البيت ، رحلت ونحن في اشد الحاجه لبقاءك .. لتلملمي شملنا وتجبري كسرنا وتشفي جرحنا ، رحلت وجراحنا لازالت تنزف .

حبيبتي أعرف أنك في أيامك الأخيرة ، كنت تدركي وجعنا الصامت وتعرفي مفاصل الحزن في اعيننا تنظري في اعيننا طويلاً ولا تتحدثي نحن فقط كنا نعلم ماذا تريدين ولماذا نظرات القلق والحزن التي كانت ترتسم علي وجهك وخوفك علينا رغم شدة ألمك ، كنت تنسجين بين عناقيد الحلم قطفاً من نور كنت تجلسين على سرير المرض تشاهدي القرآن أو تستمعي للأحاديث النبويه لايزال كرسيك شاغراً كعرش الملوك يذكرنا بجلساتك معنا ووجودك بيننا ، نعزي أنفسنا ونقول انك لم ترحلين بل غيرت مكان إقامتك لكن طالت هذه المره .. ما يعزينا هو ان كل ركن من أركان البيت وكل زاويه فيها حسك وصورتك .

اصمت .. لكن سئمت العين من ذرف الدمع وتعود القلب على الالم والعذاب ، الذي غطي حياتي وبدأت أسير الاحزان ، وأصبح الحزن والياس جزءا لا يتجزاء من اعماقي بالرغم من رحيل تلك السنه يتبقي بقلبي وبعقلي أشياء لم ترحل ، فلم يخطر ببالي أنّ الّلقاء لن يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر وتقلّباته.

رحمك الله ياحبيبة القلب ويارفيقة العمر وإنا لفراقك لمحزونون .

قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة