للأسف وصلنا إلى زمن اختلطت فیه الأمور فلا تستطیع التمییز بین الصالح والطالح والأبیض والأسود وبین القبح والجمال فكل فترة یتحفنا أحد المحافظین أو رؤساء المدن بتمثال مشوه لأحد عظماء مصر فذاك تمثال مسخ لعباس العقاد وآخر مشوه للفلاحة المصریة وعبقرى یدھن تمثال برونزى باللون الأسود وبعض المبیضین یدھنون الأشجار بالبویة فرحا بقدوم أو زیارة وزیر ثم تقفز فى رأس أحدھم فكرة فیقوم بدھن العشوائیات على الدائرى فیزید القبح قبحا وآخرین یأملون فى إعادة رونق منطقة وسط البلد بمبانیھا التاریخیة فیأمرون بدھان الواجھات بلون واحد تاركین المكیفات والیافطات الإعلانیة والأسلاك تتدلى من كل جانب غیر مدركین الفرق بین كیفیة معالجة الأحجار والجبس وطوب الواجھات والمحارة.

لا أدرى كیف انشقت الأرض عن أولئك العباقرة ولا أفھم أین درسوا أو ماذا تعلموا وھل أغلقت كلیات الفنون الجمیلة أبوابھا وھل تقاعد نحاتینا وفنانینا ومتخصصى الحفاظ ومعالجة المبانى الأثریة والتاریخیة وھل تترك الحكومة أمثال ھؤلاء الھواة یعیثون فى الأرض فسادا ویشوھون التاریخ ویقبحون الجمال وھل لكل محافظ أو رئیس مدینة مطلق الحریة فى تكلیف موظفیه أو من ھم على درجة نحات أو فنان تحت إدارته بارتكاب تلك الأفعال الفاضحة التى یجب أن یعاقب علیھا القانون وأین وزارة الثقافة من ھذا التشویه الممنھج لتاریخنا وأصالتنا وھل توجد جھة ما فى الدولة تتولى تجمیل المیادین وتصنیع التماثیل والنصب التذكاریة واللوحات الجمالیة حتى نرتقى بأذواق الكبار والشباب والأطفال ألا یكفى ما نشاھده من قبح فى كل الأماكن من أرصفة مھدمة وشوارع ملیئة بالمطبات والحفر وأكوام القمامة التى أصبحت من معالم البلد وأین الرأى العام من تلك الجرائم البشعة بحق الجمال والحضارة.

التخطیط الحضرى علم وتنسیق المیادین والحدائق وتجمیل المیادین دراسة وفن لایجب تركھا للھواة وأدعیاء الفن واقترح عمل مسابقات لطلبة فنون جمیلة تحت إشراف اساتذتھم لتنسیق المیادین وتجمیلھا ومعالجة تشوھات المبانى العشوائیة بعمل جداریات تحمل فنا وذوقا وجمالا بأبسط وأقل التكالیف وارحموا الشعب من القبح یرحمكم الله