فاتن عبد المعبود تكتب.. كلمة السر


إننا شعب لا يستطيع أحد إصدار أحكام لازمة لتفسير تصرفاته وسلوكه، لأنك لو قررت أنك انتهيت للتو من معرفة ودراسة شعب مصر لاكتشفت فى الثانية التالية إنك لا تعرف شيء عن هذا الشعب أو ربما ما توصلت له غير صحيح أو يفتقر لكثير من الأمور.
المتابع لتاريخ هذا الشعب يدرك أنه له لحظات تختفى فيها قواعد المنطق والعقل، ومهما وصلت درجه تفكيرك لن تستطيع التنبؤ الصحيح بما سيحدث.
لقد تعرض لحملات واستعمار، ولم يستطع أحد إخفاء هويته أو تاريخه أو حضارته، بل ربما أثر فى الأعداء ولم يتأثر بهم أنه شعب استطاع ولادة النصر من رحم الهزيمة استطاع تحقيق المعجزات يكفى فقط أن تعطيه فرصة ليثبت أنه محب لهذا الوطن دون أن ينتظر المقابل، يفعلها دون وعى ولا ترتيب وكأن شيء فى داخله يحركه للحفاظ على أرضه وعرضه ووطنه .
بعد النكسه وفى غضون أيام كنّا نوجه ضربات موجعه للعدو وأبطالًا يصنعون النور وسط الظلام يسطرون تاريخ مشرف رغم قسوة الآلم والهزيمة وانتصرنا فى حرب أكتوبر لنكون محط أنظار العالم ويتم تدريس خطة الحرب فى المؤسسات العسكرية العالمية.
ومع ما مر بِنَا من أحداث بعد الخامس والعشرين من يناير واختطفت مصر الأم ووقعت فى يد جماعه لم ترى سوى مصلحتها فقد استطاع هذا الوطن بفضل أبنائه إعادة مصر من براثن الجماعة الإرهابية ووسط الوعيد بالانفجارات والإرهاب والترهيب استطاع هذا الوطن تحت قيادة حكيمة أن يبنى ويصحح أوضاع تدهورت لسنوات عدة .
وفى كل عام ومع ازدياد شهدائنا جراء الأحداث الإرهابية وهم يؤدون واجبهم تجاه حماية أمن الوطن وسلامته، تزداد أعداد الشباب الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية، وتزداد رغبتهم فى خدمه هذا الوطن لا يهابواولا يعبئوا أن حياتهم معرضة للخطر، والمبهر أيضا هو حرص الآباء والأمهات على إلحاق ابنائهم بالكليات العسكرية، وما يبهرك أكثر فرحتهم بتخريج ابنائهم من الكليات العسكرية وبداية مشوارهم العظيم والمبارك فى خدمة الوطن وإعلاء اسمه لحظات فرحة وزغاريد وتصفيق لأبناء نفخر بهم جميعا ولأسر استطاعت صناعة رجال حقيقين .
هذا هو الشعب المصرى الذى لا يبالي ولا يخاف ولا يتراجع وإنما هو فى انتظار لحظة يشعر فيها أن وطنه يريده فيلبى النداء .
يبدو أن كلمة ومفتاح السر لدى الشعب هي مصر التى ستبقى رغم أنف الحاقدين أعداء السلام .