خط أحمر
الجمعة، 26 أبريل 2024 05:56 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السید طوبا يكتب.. أزمة ضمیر

خط أحمر

یذھب البعض لتفسیر«ویل للمطففین» بأنھا تنحصر على الباعة الذین یتلاعبون فى المیزان بحیث لا یوفون المشترى حقه  فقط فى حین أن الأمر أشمل وأعم وینطبق على كافة جوانب حیاتنا العملیة فتجد الموظف یتقاضى راتبه كاملا غیر منقوص فى حین لا یعطى العمل حقه والزوج یرید أن یأخذ من زوجته كل الاھتمام والرعایة ثم یظلمھا ولا یعطیھا حقھا سواء بالانفاق علیھا أو المودة والتراحم والكلمة الطیبة والقیام بواجباته الزوجیة وذاك المدرس یتقاضى أجره كاملا ویبخل بالشرح على طلابه بل ویجبرھم على أخذ دروس خاصة معه لیوفیھم حقھم المسلوب وھذا الابن أو الابنة التى تطالب والدیھا وترھقھما بكافة مصاریفھا من طعام وكساء وتعلیم ودروس خصوصیة ثم تبخل علیھما بالبر والمذاكرة والنجاح و الطاعة وذاك یطالب أقاربه بالاھتمام به والسؤال علیھ ولا یعطیھم حقھم فى صلة الرحم وھذا المرشح یعد أبناء دائرته بالوعود البراقة ویمنیھم بالرخاء والإزدھار وحل كافة مشاكلھم فإذا ما انتخبوه یغلق أبوابه ویصم آذانه عن مطالبھم بل وتتبخر وعوده ویحنث بالتزاماته.

والمطفف بصفة عامة ھو كل إنسان لا یتق الله فى عمله بل ویطلب حقه من الله كاملا وھو ما یحدث عادة خللًا فى الموازین وعلینا جمیعا أن نتدبر ونحاسب أنفسنا ھل نراعى ضمیرنا فى عملنا وتعاملاتنا مع الناس وفى صحتنا ومالنا وأولادنا وأزواجنا ومرؤوسینا وجیراننا وأقاربنا وھل نسعى بنفس قوة حصولنًا على مستحقاتنا لدفع حقوق الناس ورد الأمانات لأھلھا وتوزیع المیراث على مستحقیه وإذا نظرنا حولنا فكم من أسرة تعاني من حصولھا على حقھا في المیراث بفضل إنسان جشع استحل لنفسه المال وحرمه على مستحقیه.

فأزمة الضمیر الحى الغائب أصبحت وللأسف على مر العصور ظاھرة تزداد وتتأثر بالحالة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة التى تمر بھا الشعوب وتفاقمت فى الآونة الأخیرة مع غلاء الأسعار واضمحلال القیم والأخلاق وغیاب القدوة الصحیحة وتقوقع رجال الدین وانفصالھم عن مجتمعاتھم اللھم إلا فى صلاة الجمعة لمن حضرھا أما البرامج الدینیة فى الإذاعة والتلیفزیون فأنحصرت فى أوقات الظھیرة وقت غیاب الناس أو راحتھم أما الأعلام وھو الركیزة الأساسیة  فى توعیة الأمم وإیقاظ ضمائر البشر فأنشغل بتوافه الأمور وتضخیم السیئات وإنكار الإیجابیات والحدیث عن أھل الفن وكرة القدم وأھمل منارات العلم والمفكرین والعظماء والقدوات الحسنة فإذا أضفنا تداعى دور الأسرة والمدرسة وتدھور التعلیم فنجد ما نستنكره الآن من تلوث فكرى وعقلى واجتماعى وثقافى وبیئى لكن ھناك دائما ضوء فى نھایة النفق المظلم.

السید طوبا أزمة ضمیر خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر