المقصود بالياقات البيضاء هنا عِلْيَة القوم من اصحاب النفوذ المالي والادبي والاجتماعي.
كثيرا مانتابع ان ابن فلان الملياردير...ارتكب جريمة ما..
أو أن رجل أعمال شهير اغتصب بعض الفتيات..
أو أن رجل البر ..تاجر في الآثار...
او أن وكيل وزارة تلقى رشوة ما...
أو أن وزيرا ما استغل منصبه لتحقيق منافع ذاتية....
أو رئيس جامعه ما تلقى رشاوي ماليه..
وعلى الرغم من القبض عليهم وقيام جهات التحقيق والقضاء..
من تقديمهم للعدالة..وإصدار الأحكام المناسبة لهم....
إلا إننا كأفراد عاديين غالبا ما ينتابنا الشعور بالدهشه والغرابة..

كيف لمثل هؤلاء الافراد الذين بلغوا قمة السلم المالي والادبي ، أن يتورطون في ارتكاب الجرائم اي كان نوعها او درجتها ⁉️

وقد يرجع ذلك للصورة النمطية المغروسة في اذهاننا جميعا بأن الجريمة لا تقع إلا من خلال الفقراء والمحتاجين والأمين وأصحاب السوابق الاجرامية فقط..( الفقر/ الجهل/ البطاله).

ومن ثم يخرج الاغنياء واصحاب النفوذ من ضمن تصوراتنا تماما وبعد انتشار إعداد الجرائم المتورط فيها طرف من اصحاب.

النفوذ ذوي الياقات البيضاء..والمراكز الأدبية والمالية العالية..
يصبح لزاما علينا التصدي لسؤال هام في هذا الصدد..
ما الذي يدفع افراد وصلوا الى أعلى مراتب النفوذ بشتى تبعياته..
من ارتكابهم لبعض الجرائم....
سأجتهد في عرض بعض الاسباب..بوصفها افتراضات..
اولا
نظرا لطبيعة نفوذهم الكبير وتأثير مراكزهم الوظيفية الهامة...
فهم عادة مايكونوا اكثر قدرة على استقطاب غيرهم من الافراد..
في ارتكابهم لجرائمهم..اما بتهديد الأخرين من خلال نفوذهم ...
او الاغداق عليهم بسخاء بالعديد من المميزات المرتبطة بنفوذهم
سواء بالاستقطاب المادي او المعنوي او المهني..الخ..
.الامر الذي يعد بدوره احد ميسرات ارتكابهم لجرائمهم..
وعدم وضوح ملامحها في حال ارتكابها،إلا إذا كانت هناك ..
امام جهات التحقيق قرائن وادله وشواهد قاطعة وباته...
لكن السؤال كم عدد الجرائم التي يمكن لهذه الشريحة ارتكابها
ولا تظهر على السطح لامتلاكهم عصا وجزرة نفوذهم على غيرهم
ثانيا.
إن تلك الشريحة من المجرمين الجدد اصحاب الياقات البيضاء
وصلوا الى مرحلة من تضخم الانا،الى الحد الذي يجعلهم يعتقدون
أنهم فوق القانون، مما ييسر لهم سرعة الوقوع في المحظور ..
وهم معتقدون انهم في منأى وابتعاد عن يد العداله..
ثالثا.
نظرا لكثرة نفوذهم وخاصة المالي فهم يعتقدون انهم يمكنهم...
شراء ذمم المجني عليهم بالمال او حتى تكريس جيوش ..
من.المحامين للدفاع عن تورطهم في جرائمهم مما يجعلهم ..
في النهاية مطمئنين للبراءة او التخفيف وهو مالا يتناسب ..
مع ما اقترفوه من جرائم( اعتقادهم الخاطئ )
رسالة إلى اصحاب الياقات البيضاء...
التي قد تحمل بداخلها بذور الاستعداد لارتكاب الجرائم ..
اي كانت نوعيتها او مستواها...
نفوذكم المالي...ومراكزكم الوظيفية.. ودرجاتكم الاجتماعية..
لم ولن تحول دون محاسبتكم...وايقاع الجزاء الاوفى العادل عليكم
إذا ما توافرت دلائل تورطكم وادانتكم فميزان العدل لا يفرق بين غني او فقير.