أعرب علماء بريطانيون عن قلقهم من أن التوتر الذي خلقه فيروس كورونا المستجد، ربما أدى ببعض الناس إلى تطوير عادات وسواس النظافة التي يمكن أن تمنعهم من الاندماج مع العالم الخارجي، وذلك على الرغم من انخفاض حالات دخول المستشفيات والوفيات بالفيروس في بريطانيا.

وتتميز متلازمة القلق من كورونا بالتحقق من أعراض كوفيد-19، وتجنب الأماكن العامة، والاهتمام المفرط بالنظافة، ويعتبر نمط من السلوكيات غير القادرة على التكيف الذي تم تبنيه عندما بدأ الوباء، وفقا لصحيفة جارديان البريطانية.

ودق باحثون ناقوس الخطر، بأن القلق المفرط، بما في ذلك عدم الرغبة في استخدام وسائل النقل العام، أو تنظيف المنزل لساعات، لن ينتهي حتى في حالة السيطرة على وباء كورونا.

ومن جهته، قال ماركانتونيو إم سبادا، الطبيب النفسي بجامعة "لندن ساوث بانك" إن "الخوف أمر طبيعي، من المفترض أن نخاف جميعًا من الفيروس لأنه خطير، ومع ذلك الوجه الأخر هو تطويراستجابة نفسية مرضية كنتاج لحالة الخوف.

ورجح سبادا أن يكون هناك مجموعات من السكان في حالة قلق باستمرار بشأن الفيروس لأشهر قادمة، سواء تم تطعيمهم أم لا.

وأظهر تحليل بيانات مبلغ عنها ذاتيا تم الحصول عليها من حوالي 500 مشارك أمريكي في يونيو الماضى، ووجدت أن المتلازمة تنبأت بمستويات من القلق العام والاكتئاب تتجاوز عوامل مثل سمات الشخصية والقلق الصحي العام.

ويقوم الفريق البحثي الذى شارك في تلك الدراسة، حاليا مع إيان ألبيري، أستاذ علم النفس في جامعة لندن ساوث بانك، بدراسة أخري يتم خلالها تحليل بيانات أولية من استطلاعات تم الإبلاغ عنها ذاتيا لما يقرب من 300 بالغ في بريطانيا في فبراير الماضي، إذ كان معظم الأشخاص في الدراسة من أصحاب البشرة البيضاء الذين يدرسون بالجامعة، واعتبر حوالي 22% منهم أنهم معرضين لخطر الإصابة بكورونا، وقال حوالي الخمس إنهم تلقوا جرعة لقاح واحدة على الأقل.

ومن جانبها، قالت الدكتورة فيكتوريا سالم ، أخصائية الغدد الصماء وزميلة الأبحاث السريرية في "إمبريال كوليدج لندن"، والتي تعمل على دراسة منفصلة مع سبادا، إنها شاهدت بعض الأدلة على المتلازمة في عملها، خاصة في المرضى الذين يعانون من عوامل عالية الخطورة للإصابة بكورونا.

وتابعت: "لا أعتقد أننا نعرف حجم هذه المتلازمة حتى الآن... سنبدأ فقط في اكتشاف ذلك مع تخفيف الإغلاق".

ومضت قائلة: "أعتقد أن متلازمة كوفيد لن تكون مشكلة كبيرة، لكننا بحاجة إلى أن نكون مدركين لها".