حرب شرسة تشن علي مصر ، ربما لا أكون مبالغ عندما أقول إنها الأشرس في كل تاريخها، لأنها تستهدف الكيان والوجود، فالذي رأيناه منذ 25 يناير 2011 إلي الان ما إلا قشور من الأحداث الخفية الغير معلنه ... والذي قامت به مصر في تلك الحرب قد ذكره في عنوان بسيط رجل المخابرات الاقوي في العالم بوثن رئيس روسيا " ما قامت به المخابرات المصرية لإنقاذ مصر من الدمار خلال 25 يناير يتم تدريسه في جميع المدارس المخابراتية "

سد النهضة ما إلا آخر ذيول تلك الحرب داخل دائرة مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي ركع ذليلًا تحت إقدام الصقور المصرية، وألان لا يمتلك قادة المخطط أي أدوات ضغط علي مصر إلا ذلك السد ، وقد ذكرنا تكرارًا ومرارًا آن أثيوبيا لا تمتلك السد وليست صاحبة القرار بل هي أداء فقط يتم تحريكها طبقًا لسيناريو الأحداث.

المخطط كان يستهدف تفتيت الكيانات وتجزئه المفتت، لتصبح المنطقة مجموعة من العصابات المتناحرة المتحاربة ومن ثم يتم الاستيلاء علي الموارد والماء ... والسبب آن الرأسمالية الغربية في القارة العجوز تحتاج إلي موارد طبيعية لكي تستمر علي قيد الحياة، بعد آن جفت تلك القارة من معظم الموارد الطبيعية المشغلة.

وللجنوح في العمق السياسي يلزم آن نربط الكثير من الأحداث حول العالم داخل الصراع الأمريكي الصيني المحتدم والتي تتقدم فيه الصين بشكل كبير جدًا، وعلي اثر ذلك تحاول أمريكا إشعال بعض نقاط ارتكاز القوة الصينية القادمة المتمثلة في إحياء مسار طريق الحريري القديم، والذي آن حدث سيجعل أمريكا بلاد منعزلة فيما وراء البحار ويعطي الصين التواجد القوي في جميع بقاع الأرض والسيطرة التامة علي الاقتصاد العالمي.

وقبل آن نذكر ما هي علاقة طريق الحريري بسد النهضة، لابد آن نجنح قليلًا إلي طريق الشام الجديد بين مصر والعراق والأردن ذلك الطريق سيكون نواه تواصل وتكامل بين دول المنطقة وسيجعل مصر مركز رئيسي اقتصادي وسياسي وثقافي وعسكري مما يقلص كل النفوذ الأجنبي في المنطقة، وليس كذلك فقط بل آن طريق الشام يمثل الوصلة الهامة والأخيرة لطريق الحريري الصيني القادم من إنطاكيا قديما " سوريا " إلي قناة السويس لتصبح مصر المدخل الأول التجاري لمنطقة الشرق الأوسط .

وبما آن مصر نجحت باقتدار في السيطرة علي مواردها الطبيعية التي تمثل نصيب الأسد من موارد المنطقة، وجعلت الصراع علي تلك الموارد داخل دائرتها السياسية، ولم تدخل هي داخل الدائرة .. بذلك فقط الغرب نفوذه وبالتالي سيفقد استمرار الحياة في نظريته الرأسمالية ومعه أمريكا.

ومن هنا لم يبق أمام أمريكا والغرب في المنطقة إلا المياه في نقطته الأضعف عسكريًا ً وسياسيًا وهي دولة أثيوبيا،، فسد النهضة هو مشروع مياه عملاق يهدف إلي تحويل المياه إلي سلعة داخل أبار كبيرة علي غرار البترول وبيعها لدول المنطقة والعالم، وبالتالي سيتم التحكم في دول المنطقة عن طريق المياه وخصوصًا مصر التي سيتم الضغط عليها بسد النهضة للتخلي عن طموحها التنموي والابتعاد بها عن طريق الحريري والتخلي عن طريق الشام الجديد.

والسؤال هنا الذي يطرحه العامة ماذا ستفعل مصر ؟ إجابتي آن يطمئن جميع المصريين ويثقوا في القيادة السياسية وان يدعموا قرارات السيد الرئيس والمؤسسات المصرية، لان الامر معقد وله تابعيات كبيرة للغاية وبكل تأكيد الدولة المصرية لديها السيناريوهات المتنوعة لمجابهة هذا الخطر الكبير .